شريف عبد القادر يكتب: “قالوا الكلب طلع الهرم.. أدى الكلب وأدى الهرم”

بيان

 فيديو الكلب والهرم، أصبح الكلام عنه في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض برامج الفضائيات يثير حفيظة الكثيرين بسبب غياب الوعي الذي تحول إلى كوميديا سوداء، فنجد من يقولون إن واقعة الكلب تسببت في دعاية مكثفة عالميًا للأهرامات، متناسين أن اسم مصر مرتبط في أذهان شعوب العالم بالأهرامات وأنها من عجائب الدنيا السبع.

كما أن التلاميذ فى أغلب دول العالم يدرسون معلومات عن الآثار المصرية في كتبهم الدراسية، وكثيرون يحلمون بزيارة الأهرامات والمناطق الأثرية.

وقبل واقعة الكلب بأيام، قرأنا عن سائح أمريكي تم ضبطه وهو يحاول دفن زجاجة بمنطقة الأهرامات، واتضح من كلامه أن الزجاجة تحتوي على رماد جثمان والدته التي تمنت قبل وفاتها زيارة الأهرامات وأنها جاءته في المنام وطلبت منه دفنها بالأهرامات.

ولو عدنا إلى فيديو الكلب، سنجده وهو أعلى الهرم يتملكّه الحيرة والخوف، وأثناء نزوله كان الخوف يتملكه وينزل مسرعًا، وهو ما يؤكد أنه تم وضعه أعلى الهرم إجبارًا بواسطة الأمريكي الذي قام بأصطحابه في منطاد ومن خلال التحكم في المنطاد أنزله أعلى الهرم ثم بدأ تصويره بعد ارتفاعه بعيدًا عن الهرم، ومعه آخرون على الأرض يتابعون نزول الكلب عندما اقترب من نهاية النزول حيث قاموا بالتصوير، ودليلى على ما سبق أنه لا يوجد تصوير للكلب أثناء صعوده الهرم.

وللأسف، يوجد من انبهر بالواقعة وصدقوها، ويوجد من راح يتحدث عن كرامات الكلب وما قدمه للسياحة في مصر.

والمضحك أن صاحب الفيلم الهابط أعلن عن إعطاء مئة ألف دولار لمن يأتي له بالكلب، ويبدو أنه يريد مكافأة الكلب مقابل نسبة المشاهدة التي جلبت له مبالغ باهظة، وغاب عنه أن الكلب غادر المنطقة وهو مصاب بهلع مما حدث له.

كما أن من تسابقوا فى نشر الفيديو كانوا يريدون تحقيق مكاسب من نسبة المشاهدة.

ولم تنته هذه الأكاذيب عند هذا الحد، بل راح البعض يجلبون كلابًا ويقدمون لها أكلًا على ارتفاع بسيط عند أي هرم ويصورونها. ليتحول تصرف السائح الأمريكي إلى فيروس للعدوى انتقل لبعض المرضى من أجل التربح.

وأخيرا نتمنى أن يتمكن المسؤولون من تقصي الحقيقة فى حكاية الكلب والهرم، ويمكن أن يتوصلوا إليها خلال كاميرات مكان إقلاع المنطاد وحتى عودته.

وإذا قالوا الكلب طلع الهرم.. نقول لهم:  أدى الكلب وأدى الهرم”.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى