د. عصام المغربي يكتب: اللغة العربية والحفاظ عليها (1) تنمية اللغة عند الطفل
بيان
اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم المحفوظ بها إلى يوم القيامة، فهي التي عبرت عن شمراد الله تعالى في توحيد ألوهيته وربوبيته بأدق الألفاظ، وهي التي نستقي منها شريعته في عبادتنا وأخلاقنا، فهي الوعاء الحافظ لوحي السماء، فهل ستعجز عن استيعاب العلوم في كل زمان ومكان؟!.
وتحُثُ اللغة الأمة على الاستنهاض للقيام بدورها الحضاري، ودورها فى التنمية والتأثير على بنية المجتمع، وأحقية اللغة العربية أن تكون هي الوعاء الوحيد لمختلف أنشطة المجتمع في التعليم والفكر والثقافة والحضارة.
وفي مجال توجيه الرأي العام، فإن للإعلام دور لا يستهان به؛ فعلي أجهزة الرأي أن تقوم بدور مهم في نشر الثقافة العربية والاهتمام بها، وأهمية التحدث بها وحث الناشئة على الاهتمام باللغة العربية، وأثر اللغه في تكوين الوجدان والوعي الفكري والثقافي والاجتماعي بهموم ومشاكل المجتمعات العربية.
إن انفتاح الفرد على ثقافة الآخرين تؤثر بالسلب على الشخصية العربية؛ ما يجعله عرضة للاضطرابات النفسية والانحرافات السلوكية، وشعور الفرد بالاغتراب والانفصال عن ذاته فإنه لا يتقبلها، ويحاول تغيير ها بما ينسجم مع القيم الإنسانية الرائدة.
إن الأطفال إذا تكلموا بلغتين في ذات الوقت يؤثر على عملية اكتساب مهارات التفكير الإبداعي، واكتساب اللغة وله آثار على مختلف جوانب النمو النفسي، جراء إدخال هذه اللغات خلال مراحل التعليم الأولي للأطفال.
وعلي جوانب اكتساب اللغة الأولى للطفل وذكاء الطفل وتفكيره وقدراته العقلية واكتساب القيم والعادات والتقاليد، فإن اللغة العربية هي من صميم الهوية وجزء أصيل من الحضارة لا يخفى واقعها على أي مهتم بقضيتها.
وكل شعب من الشعوب يريد أن ينهض ويتقدم فلابد من اهتمامه بلغته، وعلي كل مسلم أن يفخر بلغة القرآن الكريم التي أنزل بها؛ فالقرآن الكريم كلام الله رب العالمين الخالد إلي يوم القيامة، وهذا الكلام لغة العرب وكانوا كلما سمعوا القرآن تعجبوا كل العجب وبدؤوا بإطلاق الأكاذيب عليه وعلى من أنزل عليه – صلى الله عليه وسلم- تسليما كثيرا.
وقد تحداهم بأن ياتوا على أقل حد بآية من سوره، فكان إعجاز للقران الكريم وأكبر تحدٍ للعرب قبل الإسلام، وما علينا في وجه هذه العولمة التي ترجو مسح معالم لغتنا الجميلة، فإن الدور لبس فقط على المثقفين والمعلمين فحسب بل البيت بالدور الفعال في إنتاج الجيل المتسلح باللغة العربية وحب هذه اللغة.
علينا جميعًا الالتفاف نحو هدف واحد هو نشر الوعي بين الناس على وجه الخصوص، وتوعية الجيل الجديد على وجه العموم حتي يكبر على حب اللغة العربية وآدابها، وتعليم اللغة للأطفال وتنميتها يكون عن طريق الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة والأساس في هذه العمليات الأربع هي القراءة.التي ضرورة دينية ودنيوية وفي الوقت يمكن إبراز أهميتها وتخلصيها للإنسان من الأمية وتفتح الباب للتخصص . وتوفير الإطلاع على الثقافة وتغذية الروح وتسهيلها، وتكيف الإنسان في بيئته وصقلها لشخصيته.
وتحتل قراءة القصص أهمية خاصة عند النشء، وهي ذات فوائد مباشرة وأخرى غير مباشرة..أما المباشرة فإنها تطور العقل واللغة وتزيد التحصيل وتضاعف الابتكار وتصفي المعني للمعلومات، وتثير الدافعية لدي الأطفال ويمكن استخدامها في مضامين التعلم..أما الفوائد غير المباشرة فإنها تملأ أوقات الفراغ وتنمي العادات الدراسية الحسنة ومهارات البحث وتدعم الخيال وتوسع الآفاق وتنمي الشخصية.
وللحديث بقية..
………………………………………………………………………………………………………….
كاتب المقال: أستاذ علم النفس الاجتماعي والتربوي وتعديل السلوك وخبير التنمية البشرية.