زيزي طيبي تكتب: ظاهرتان تحت الأضواء

بيان

هناك بعض الظواهر المجتمعية التي استشرت بالآونة الأخيرة، وتترك بالنفس غُصة وألم؛ منها محاربة الجشع والطمع، إنني أرى-حقًّا- أن محاربتهما واجب قومي.

إن صاحب الجشع والطمع داخله تلك الرغبة الجامحة التي لا تجعله يشبع، ذلك الجشع الذي يدفع الإنسان لتجاوز حدوده في السعي وراء ما لا يحق له
إنه يأخذ، أكثر مما يعطي، حيث يجمع دون أن يترك للآخرين ما يستحقونه.

فالطامع مهما امتلك يستمر في عطش دائم لا يرتوي، يلهث خلف المزيد دون أن يدرك أن الرضا بما في اليد هو الكنز الحقيقي الذي لا يفنى.

إنَّ الجشع والطمع هما صفتان سلبيتان تظهران في بعض الناس، وتعكسان الرغبة الشديدة في الحصول على المزيد والمزيد من المال أو السلطة أو الموارد، على حساب الآخرين ودون مراعاة العدالة والأخلاق.

ما من شيء أفسد لدين المرء من الطمع في شهوات الدنيا من مال أو منصب أو جاه وهو الانفلات شبه الشامل فى أسعار السلع والخدمات، حيث يعرض كل بائع أو تاجر السعر حسب مزاجه من دون خوف من محاسبته.

وهذا الانفلات الشامل فى الأسعار بسبب جشع وطمع بعض التجار لا يقتصر على سلعة ترفيهية وكمالية أو أساسية أو ما بينهما، بل سلع حياتية من مأكل ومشرب وملبس بداية من أزمة السكر المفتعلة والزيت مرورًا بأزمة ارتفاع أسعار البيض.

بالإضافة إلى الكارثة والقنبلة الموقوتة وهي وجود الضيوف كما تطلق عليهم الحكومة “اللاجئين” مرحبا الذين تسببوا بكارثة وهي طرد المصري من سكنه وتأجيره ل الاجىء الذي يدفع أضعاف أضعاف القيمة الإيجارية.

تتمثل نتائج تفشي ظاهرة الغلاء في عجز المواطن عن توفير احتياجاته الأساسية ومتطلبات الأبناء، ويقف عاجزًا مقيد الأيدي لا حيلة له في توفير احتياجاته.

لم يشهد العالم من قبل تلك السلوكيات التي تخلو من مراعاة الضمير، والتي ترتب عليها ذلك الارتفاع الجنوني في الأسعار، فقد بات الغلاء وكأنه شبح يطارد الجميع ويخشاه الغني والفقير، ولم تعد هناك وسيلة للسيطرة عليه فقد انجرف الغلاء المعيشي ليضاعف ثمن السلع الأساسية إلى الضعف في صورة حزينة ووضع مأساوي للأسر الفقيرة ومحدودة الدخل، التي لجأت إلى الاستغناء عن الرفاهية بشتى صورها لكي تتمكن من الصمود جراء ذلك الغلاء.

إن ظاهرة غلاء الأسعار التي من أسبابها الجشع والطمع للتجار، تُعد بهذا الشكل الغير عادل من الظواهر المخيفة التي تسبب الذعر لدى الكثير من الأسر و الأهالي؛ نظرًا لخوفهم الشديد من المستقبل المجهول وعدم قدرتهم على تلبية متطلباتهم الأساسية من مأكل ومشرب وملبس، خاصة إذا كان هناك أبناء في مراحل التعليم أو مقبلين على الزواج.

فقد أصبح الجشع المؤدي للغلاء، وكأنه كارثه تتطلب التوقف وحسم الأمر من جديد.

السؤال موجه إلى الحكومة وهو ببساطة: أين هو دور الأجهزة الرقابية المنوط بها مراقبة الأسواق والتأكد من تطبيق القوانين؟ وكيف يُترك المواطنون فريسة لبعض التجار، ولماذا لا ينزل مفتشو التموين مثلا للتأكد من أن سعر أى سلعة كما هى محددة؟!.

ولماذا يتم ترك بعض التجار يكسبون ويكدسون الملايين والمليارات من دون وجه حق، على حساب ملايين المواطنين؟! أسئلة بسيطة أرجو أن تراعيها الحكومة لأنه حينما يؤمن المواطنون بأن الحكومة تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية بين مواطنيها،فإنهم سوف يتحملون أى شىء.

المطلوب في هذه الفترة هو ضرب التجار المنفلتين والجشعين، لأنه واجب قومى فى هذه الفترة شديدة الصعوبة لأنها ستبعث برسالة قوية للناس أن الحكومة واعية للأمر وتقف بجوار المواطن المصري.

نقاط بسيطة أرجو أن تراعيها الحكومة لأنه حينما يؤمن المواطنون بأن الحكومة تراقب الأسعار وتطرق بيد من حديد على كل من تسول له نفسه ان يتاجر بقوت المواطن الكادح، فإنهم سوف يتحملون أى شىء والعكس صحيح.

إن ضرب التجار المنفلتين والجشعين واجب قومى فى هذه الفترة شديدة الصعوبة لأنها ستبعث برسالة قوية للناس أن الحكومة واعية للأمر وتقف بجوار الناس.

اقرأ أيضا للكاتبة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى