تقارير عبرية تمهد للاعتداء وتبرره: المعابر البرية بين سوريا ولبنان أنبوب أكسجين لحزب الله
كتب: أشرف التهامي
توطئة
زعم تقرير بحثى عبرى أن أكثر من 130 معبرا حدوديا بريا يربط سوريا بلبنان، إضافة إلى 6 معابر حدودية رسمية فقط، ثلاثة منها على الحدود الشرقية للبنان مع سوريا (المصنع، والجوسية، والمطربة)، وثلاثة على الحدود الشمالية للبنان مع سوريا (تلكلخ، والدبوسية، والعريضة).
وأضاف التقرير الصادر عن “مركز ألما” المرتبط بالأجهزة الأمنية و الإستخبارية الإسرائيلي أن العشرات من المعابر البرية غير المصرح بها، مفتوحة بالكامل دون نقاط تفتيش أو إشراف، على طول الحدود الشرقية لسوريا، مع التركيز على وادي البقاع، وأنه على الرغم من أن إسرائيل هاجمت المعابر الشرقية الرسمية الثلاثة في الأسابيع الأخيرة من أجل إعاقة نشاط حزب الله في تهريب الأسلحة إلى لبنان، فإن المعابر الشمالية الثلاثة لديها أيضًا إمكانات عالية لنشاط مماثل.
ومن المعروف أن مركز ألما البحثي الإسرائيلي معني بمراقبة ومتابعة محور المقاومة ودول الطوق وخاصة القوات الإيرانية وحزب الله على الحدود المتاخمة لفلسطين المحتلة.
وأن مثل هذه التقارير التى يصدرها، ويصدّرها للإعلام الغربى تتخذ ذريعة للحرب، وهذا االتقرير تحديدا موجه لتبرير المزيد من الاستهدافات للمعابر الحدودية بين سوريا ولبنان واستهداف الأبرياء المدنيين ، واستهداف المدن السورية بزريعة ملاحقة قيادي ونشطاء القوات الايرانية وقوات حزب الله في الأراضي السورية، ومركز ألما معد التقرير مرتبط بالأجهزة الأمنية و الإستخبارية الإسرائيلية.
وبعد ساعات من نسر المركز البحثي الإسرائيلى للتقرير (أمس) على موقعه الرسمي، شن اليوم الطيران الحربي الإسرائيلي 3 غارات جوية استهدفت منطقة جسر الدف جنوب مدينة القصير بالقرب من محطة المياه، كما طال الاستهداف مستودعات في المنطقة الصناعية داخل المدينة، وقرب بلدة حوش السيد علي ومنطقة مشاريع القاع، عند الحدود السورية – اللبنانية، حيث دوت انفجارات عنيفة سمع صداها في المنطقة مع تصاعد كثيف للدخان من المكان المستهدف، وجاء ذللك تزامناً مع انطلاق الدفاعات الجوية التابعة لقوات الجيش العربي السوري فى محاولة التصدي للصواريخ الإسرائيلية، مما ؤكد إصرار الاحتلال الإسرائيلي على مخططه العدائي و الإجرامي من خلال مزيد من الاستهدافات كما جاء بالتقرير والذي نقدم ترجمة لنصه فى التالى:
ترجمة نص التقرير
ماذا ينبغي لإسرائيل أن تفعل عسكريًا وسياسيًا؟
يجب على إسرائيل أن تستمر في العمل على تعطيل ممر الأسلحة الإيراني، مع التركيز على الطرق المؤدية إلى لبنان عن طريق البر والجو والبحر. وهذا يستلزم قطع خط أنابيب الأكسجين لحزب الله.
إن هذا الأمر لابد وأن يتم بعد التوصل إلى اتفاق سياسي واختتام المعارك في الساحة الشمالية. ولابد وأن يتضمن الاتفاق السياسي نظاماً للإشراف الدولي الفعّال على المعابر الرسمية بين سوريا ولبنان.
ومن الواضح لنا أن مثل هذه المراقبة لا يمكن أن تطبق على عشرات المعابر غير الرسمية. ونتيجة لهذا فإن كل اتفاق لابد وأن يتضمن بياناً يعطي إسرائيل الإذن بالتحرك ضد أنشطة التهريب (الضرر من خلال العمليات الحركية) وضد المسؤولين عنها والمساعدين لها (الضرر، العقوبات الدولية، إلخ).
وكلما كانت جهود مكافحة التهريب أكثر فعالية، كلما أصبحت عملية “تجفيف” ترسانات حزب الله أكثر فعالية.
من المسؤول عن المعابر الحدودية البرية الرسمية بين سوريا ولبنان؟
من الجانب السوري، جهاز الأمن العسكري مسؤول عن المعابر (الاستخبارات العسكرية/شعبة الاستخبارات العسكرية)، الذي يقوده اللواء (العقيد) كمال حسن.
ومن المرجح أيضاً أن تكون إدارة المخابرات العامة السورية، التي تتبع حالياً لمجلس الأمن الوطني بقيادة (اللواء) كفاح ملحم، متورطة في أنشطة المعبر.
من الجانب اللبناني، تتولى المديرية العامة للأمن العام اللبناني مسؤولية إدارة الأمن العام اللبناني، التي تعمل تحت إشراف وزارة الداخلية اللبنانية وكانت تُعرف سابقاً بالمكتب الأول.
ويرأسها اللواء إلياس البصيري. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع إدارة المخابرات في الجيش اللبناني، المعروفة سابقاً بالمكتب الثاني، بنفوذ على ما يحدث في المعابر الحدودية البرية الرسمية. وتتعاون إدارة المخابرات في الجيش اللبناني بشكل وثيق مع حزب الله.
الوحدة 4400 التابعة لحزب الله
إن الوحدة 4400 التابعة لحزب الله تشكل عاملاً رئيسياً في تعزيز قوة حزب الله وإعادة إعماره:
إن الوحدة 4400 التابعة لحزب الله، والتي تم القضاء على آخر قائدين لها من قبل إسرائيل، مسؤولة عن التهريب عبر الحدود الرسمية وغير الرسمية. وتتولى الوحدة مسؤولية تهريب الأسلحة والمعدات الأساسية والأموال والمنتجات إلى حزب الله في لبنان، بما في ذلك النفط.
وتتواصل الوحدة 4400 بشكل مباشر مع الأفراد الضروريين من المؤسسات الحكومية المذكورة أعلاه. وهم يساعدونها في التهريب عبر المعابر، إن لم يكن بدافع أيديولوجي، ففي كثير من الأحيان في مقابل دفعات و/أو خدمات.
لماذا تم استهداف مقرات الأمن العسكري السوري في دمشق؟
تعرضت مقرات الأمن العسكري السوري في قرية سوسة بدمشق لغارة جوية في 24 أكتوبر 2024. وبحسب تقديرنا فإن هذا الهجوم الذي وقع على خلفية المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان يهدف إلى تحذير قوات الأمن السورية من ضرورة وقف تعاونها مع الوحدة 4400 التي تسهل تهريب الأسلحة والمعدات والأموال والبضائع إلى أيدي حزب الله في لبنان.
ونحن نشك في أن تؤثر الهجمات على مرافق ومجمعات الأجهزة الأمنية السورية التي تشرف على المعابر بشكل كبير على المسؤولين المعنيين داخل الأجهزة الأمنية السورية المتمركزة على المعابر.
وفي تقديرنا، سيستمر هؤلاء المسؤولون في التعاون بشكل مستقل مع حزب الله/الوحدة 4400 مقابل رشاوى و/أو خدمات.
لقد استغل حزب الله وسيستمر في استغلال جزء من البنية التحتية المدنية في لبنان لتوسعه العسكري. وسيستمر حزب الله في محاولة استغلال المعابر البرية لتجديد وإعادة تأهيل ترسانته.
فيما يلي تفاصيل المعابر البرية الرسمية الستة بين سوريا ولبنان:
المعابر على الحدود الشرقية للبنان مع سوريا
معبر المصنع:
يعتبر المعبر الحدودي البري الرئيسي بين سوريا ولبنان، ويقع بين جديدة يابوس في محافظة دمشق والمصنع اللبناني، ويبعد عن دمشق 40 كم وعن بيروت 100 كم، ويعتبر معبر المصنع البوابة البرية الرئيسية بين البلدين، وتمر عبره حركة كبيرة من المسافرين والبضائع.
في ظل الاضطرابات الكثيرة التي تشهدها الرحلات الجوية في المطارات السورية، يعمل معبر المصنع كمحطة ترانزيت مركزية من سوريا إلى مطار بيروت الدولي.
ومنذ بداية الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، عمل المعبر أيضًا كبوابة مركزية للهروب إلى لبنان. واليوم يعمل كبوابة مركزية للهروب في الاتجاه المعاكس، من لبنان إلى سوريا.
منذ سنوات طويلة، يستخدم حزب الله معبر المصنع كطريق مركزي لتهريب المعدات والأسلحة الإيرانية، مستغلاً حجم الحركة المدنية والتجارية المرتفع الذي يوفر غطاءً لهذا النشاط.
وقد هاجمت إسرائيل بشكل متكرر الطرق المؤدية إلى المعبر خلال شهر أكتوبر 2024، مما أدى إلى إغلاق المعبر أمام حركة المركبات والشاحنات.
معبر الجوسية:
يربط هذا المعبر بين بلدة جوسية في منطقة القصير في الجزء الغربي من ريف حمص في سوريا، ومنطقة القاع في لبنان. ويربط طريق رئيسي بين البلدين عبر هذا المعبر.
ويتيح معبر جوسية الوصول المريح من لبنان إلى مدينة حمص، وهي مدينة تجارية وإدارية مهمة. كما استخدم الناس المعبر لتهريب المواد الغذائية والوقود من لبنان إلى المناطق المحاصرة خلال الحرب السورية ضد الإرهاب.
وبعد سيطرة قوات المعارضة السورية على مدينة القصير في نهاية عام 2012، أغلقت المعبر. وفي عام 2013، تمكن الجيش العربي السوري بدعم من حزب الله من استعادة القصير، وعاد المعبر الحدودي إلى سيطرته.
وظل المعبر مغلقاً لمدة خمس سنوات تقريباً، استخدمه حزب الله كموقع عسكري ومنع الحركة التجارية والمدنية. وحول حزب الله المعبر إلى طريق رئيسي لتهريب الأسلحة والمعدات. وأعيد فتح المعبر رسمياً في عام 2017. وفي 24 أكتوبر ، تعرض المعبر لهجوم إسرائيلي.
معبر مطربة:
في عام 2022، تم افتتاح معبر جديد يربط منطقة القصير في الريف الجنوبي الغربي لحمص بمنطقة الهرمل في لبنان. ومن بين أمور أخرى، كان افتتاح معبر المطربة يهدف إلى تعزيز التجارة والسياحة بين سوريا ولبنان. منذ بدء القتال الذي يخوضه جيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، كانت هناك عدة هجمات على المعبر. وقع الهجوم الأخير في 26 أكتوبر 2024. أدى الهجوم إلى إغلاق المعبر.
المعابر على الحدود الشمالية للبنان مع سوريا:
معبر تلكلخ:
تم إنشاء المعبر عام 2009، ويربط بين مدينة تلكلخ الواقعة في الجزء الغربي من محافظة حمص، بالقرب من الحدود اللبنانية، ومنطقة وادي خالد الريفية الجبلية في محافظة عكار شمال لبنان.
يعتمد سكان وادي خالد على المعبر لتلبية احتياجاتهم اليومية من سوريا، حيث يسهل التجارة ونقل الوقود والمواد الزراعية. وقد استخدمته موجات كبيرة من اللاجئين السوريين للعبور خلال الحرب السورية ضد الإرهاب. ولم تغلق إسرائيل المعبر أو تهاجمه حتى كتابة هذه السطور.
معبر الدبوسية:
افتتح المعبر في عام 2007 وهو ثاني أهم معبر بين البلدين. يربط المعبر قرية الدبوسية في محافظة عكار في لبنان بقرية الدبوسية في محافظة حمص في سوريا.
يلعب المعبر دورًا مهمًا في نقل البضائع التجارية بين شمال لبنان ووسط وشمال سوريا. يتعامل المعبر بشكل أساسي مع المواد الغذائية والوقود والمنتجات الزراعية.
كما أنه ممر رئيسي لسكان منطقة الحدود، حيث يمر عبره العديد من الطلاب والعمال في كلا البلدين يوميًا. تعرض المعبر لعدة إغلاقات خلال الحرب السورية ضد الإرهاب، وخاصة أثناء حصار حمص.
وبعد سيطرة النظام السوري على المنطقة، أعيد فتحه وخضع للتأهيل في مايو 2024. لم تغلق إسرائيل المعبر أو تهاجمه حتى كتابة هذه السطور.
معبر العريضة:
يقع المعبر بين قرية العريضة في قضاء عكار شمال لبنان ومحافظة طرطوس السورية. ويشكل المعبر نقطة عبور للبضائع، وخاصة تلك القادمة من الموانئ السورية في شمال غرب سوريا وميناء طرابلس اللبناني.
وتتمثل غالبية البضائع في المنتجات الزراعية ومواد البناء والوقود وغيرها. وكان المعبر بمثابة طريق مرور سياحي بين البلدين قبل اندلاع الحرب السورية ضد الإرهاب.
خلال الحرب الأهلية، كان المعبر بمثابة محطة عبور للاجئين السوريين إلى لبنان. ومع تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، يعمل المعبر كملجأ للأسر اللبنانية النازحة التي فرت شمالاً. ولم تغلق إسرائيل المعبر أو تهاجمه حتى كتابة هذه السطور.
………………………………………………………………………………….
المصدر الأصلى للتقرير: