مع وصول الضفة الغربية إلى نقطة الغليان.. إسرائيل تعزز دفاع المستوطنات
كتب: أشرف التهامي
تشير تقارير إسرائيلية إلى أن إسرائيل تعزز قواتها وفرق الاستجابة السريعة المسلحة لمضاعفة القوة النارية في مواجهة التهديدات المفاجئة، ويأتى ذلك استنادًا إلى الدروس المستفادة من 7 أكتوبر،
وفى الوقت الذى تستمر فيه أعمال القتال في غزة وجنوب لبنان، فإن عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية لا تظهر أي علامات على التباطؤ، حتى بعد تكثيف الأنشطة خلال فترة الأعياد اليهودية الأخيرة.
ورغم أن الأسابيع الأخيرة شهدت عدداً أقل من العمليات المطولة في عمق مخيمات اللاجئين، فإن الجهود القتالية لمكافحة أعمال المقاومة الفلسطينية القتالية لا تزال مستمرة.
واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، خلية مقاومة مسلحة، في غارة جوية استباقية على مخيم نور الشمس في طولكرم.
وحسب مصادر بحثية عبرية فأن التقييمات الأمنية الإسرائيلية تسلط الضوء على 3 مجالات استراتيجية رئيسية تساهم في التحديات الأمنية الإقليمية من وجهة نظرها، وهى كالتالى:
1- تهريب الأسلحة على الحدود الشرقية
منذ أشهر، حذرت قوات الاحتلال الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) من عمليات تهريب الأسلحة على نطاق واسع على طول الحدود الأردنية، حيث تحاول المقاومة جلب أسلحة متطورة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للدبابات والمتفجرات العسكرية، إلى الضفة الغربية.
وفي حين أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلية مؤخراً عن خطط لإنشاء فرقة متخصصة تركز على تشديد الأمن على طول هذه الحدود، فإن تاريخ بدء تشغيلها يظل غير مؤكد.
2 – المعابر عبر الخط الأخضر
يشكل التحرك عبر الخط الأخضر إلى إسرائيل والعودة إلى الضفة الغربية مصدر قلق أمني رئيسي لإسرائيل، حيث تعمل السلطات الإسرائيلية على تعزيز الدفاعات عند نقاط التفتيش.
وعلى الرغم من هذه الجهود، فإن المسؤولين الإسرائيليون يبلغون عن كميات كبيرة من الذخيرة المهربة – مثل ضبط الآلاف من طلقات 5.56 ملم المخصصة لمقاتلي المقاومة في الضفة الغربية مؤخرًا.
فيما يتعلق بالعمال الفلسطينيين غير المرخص لهم، تشير التقديرات إلى أن حوالي 70 ألف عامل فلسطيني موجودون داخل إسرائيل، حوالي 40 ألف منهم يفتقرون إلى التصاريح.
وعلى الرغم من أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي تجنب اتخاذ قرار بوقف دخول العمال الفلسطينيين أثناء الحرب الجارية، فإن الوزيرين اليمينيين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن جفير يواصلان معارضة مثل هذه المناقشات.
3 – التنسيق القتالي للمقاومة عبر الحدود
يذكر مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن حماس تجند بنشاط نشطاء في الضفة الغربية من لبنان وسوريا وغزة لتنفيذ هجمات.
ويشمل هذا التنسيق المعروف باسم “التوجيه الخارجي” تزويد النشطاء بالتمويل، غالبًا من خلال وسطاء، مثل تجار الإلكترونيات الذين يتلقون أموالًا من حماس لشراء الإمدادات والاحتفاظ بجزء وتسليم الباقي إلى جهات اتصال في الضفة الغربية.
وفي الوقت نفسه، تركز فرقة الضفة الغربية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي الآن على تأمين الطرق الرئيسية والمستوطنات، التي تم تعزيزها في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر.
وتم نشر أسلحة ومعدات وأفراد إضافيين للفرقة الإسرائيلية ، بما في ذلك جنود الاحتياط وفرق الاستجابة السريعة، لتعزيز دفاعات المستوطنات.
وفي بعض المناطق، وخاصة في السامرة في شمال الضفة الغربية، تم نقل قواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أماكن أقرب إلى المستوطنات المحلية. والهدف هو مضاعفة القوة النارية المتاحة في حالة التهديدات المفاجئة، مما يمنح القوات الوقت للاحتفاظ بمواقعها حتى وصول التعزيزات.
وتسلط فرقة الضفة الغربية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي الضوء على الأهمية الاستراتيجية للعمل داخل مخيمات اللاجئين، حيث يعد الحفاظ على حرية الحركة لجهود مكافحة المقاومة أمرًا أساسيًا.
وأوضح مصدر في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن “الهدف هو الحفاظ على المرونة العملياتية وتوسيعها”، مشيرًا إلى أن الدخول المتكرر إلى المخيمات يعزز قوة الردع العسكرية ويساعد في منع المقاومة المسلحة أثناء الاعتقالات أو العمليات الأمنية.
وقال “للحفاظ على حرية العمل هذه، أقوم بزيارة نور الشمس كل أسبوع”، معرباً عن قلقه بشأن شمال السامرة، حيث تغذي الأموال والموارد الكبيرة المقاومة.
وعلى الرغم من الإجراءات السياسية التي أدت إلى زعزعة استقرار السلطة الفلسطينية، فإن أجهزة الأمن الإسرائيلية تنسق مكافحة المقاومة مع قوات الأمن الفلسطينية.
وفي حين يؤكد مسؤولو جيش الاحتلال الإسرائيلي أنهم لا يعتمدون على القوات الفلسطينية وحدها، فإن التعاون في مجالات معينة يحدث بالفعل.
ويجسد اعتقال السلطة الفلسطينية مؤخراً لخلية مقاومة في منطقة قلقيلية هذا التنسيق، فقد ألقت قوات الأمن الإسرائيلية القبض على ستة من المشتبه بهم وضبطت مخبأً كبيراً للأسلحة المخصصة لشن هجوم كبير، بما في ذلك :
سبعة رشاشات كارلو.
أربع بنادق من طراز إم 16 .
آلاف الطلقات من الذخيرة.
ولكن في حين تعمل القوات الفلسطينية مع نظيراتها الإسرائيلية، فإنها عادة ما تتجنب مخيمات اللاجئين، حيث كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته. وأشار مسؤول في جيش الاحتلالالإسرائيلي إلى أنه على الرغم من فترة الأعياد الهادئة نسبياً في الضفة الغربية، فإن الوضع لا يزال متقلباً، مع دعوة المسؤولين الإسرائيليين إلى عمليات أوسع نطاقاً لمصادرة الأسلحة، وإقامة نقاط تفتيش، وإجراء اعتقالات أوسع نطاقاً.