باسل عاطف يكتب: كبس كبس.. حينما يتحول السفلة إلى نجوم مجتمع

ماذا يحدث في المجتمع المصري ؟ ما هذا ؟ هل هذه هي القيم والأخلاق الإرث الذي تركه لنا الأجداد ؟ أم أن ما يحدث فتنة ومحاولة من الغرب لتصدير أفعالهم الدنيئة وجر شبابنا إلى الإلحاد والعري وإسقاط الأبوية والحرية المزعومة تحت ستار التحضر ؟

السؤال الذي يدور في ذهني منذ مدة.. ما السبب وراء انضمام عدد من شباب الضباط إلى برنامج “تيك توك” بعد تركهم للخدمة سواء بالاستقالة أو الإقالة.. هل الشهرة أم المال أم ماذا ؟ هذه المهنة النبيلة التي يتمناها كل شريف وهي خدمة الوطن.. ما الذي يجعل شاب بعد أن كان على استعداد للتضحية بروحه من أجل حماية البلد أن يظهر على برامج العري والانحطاط والسفالة ويقدم محتوى خارج وغير أخلاقي ؟!

كبس كبس.. الجملة الشهيرة على برنامج “تيك توك”.. والذي اعتبرها إهانة وتسولا إلكترونيا لا يمكن السكوت عنه.. فما مصير هؤلاء الذين يجنون المال من أقرانهم سواء بتقديم مقاطع فيديو عري أو كذب بأن هناك أحد الأشخاص يحتاج المال لإجراء عملية جراحية أو أو أو.. ناهيك عن الألفاظ الخارجة والتحريض على الفسق والفجور.. أين قيم المجتمع ؟ أين دور الأسرة ؟ أين دور الأجهزة الأمنية والقضائية من هؤلاء ؟

في عالم التواصل الاجتماعي الذي بات فيه كل شخص يسعى لأن يكون مؤثراً وبلوجر، يشهد مجتمعنا اليوم موجة غير مسبوقة من المحتوى الذي يفتقر إلى الأخلاق والذوق العام، حيث يتسابق العديد من البلوجرز لعرض حياتهم بطريقة مبتذلة وقذرة من أجل لفت الانتباه وكسب المال.

وبينما كان يُنظر إلى هذه المهنة كوسيلة لتقديم محتوى إبداعي أو معلومات مفيدة، أصبحت اليوم ساحة للانحطاط ومسرحاً للسفالة، حيث يستغل البعض أجسادهم وخصوصياتهم من أجل زيادة المشاهدات والإعجابات، متجاهلين تأثير هذا المحتوى على المتابعين، وخاصةً فئة الشباب.

تتخذ هذه الفئة من البلوجرز أساليب منحدرة مثل العري المبتذل واستعراض جوانب حساسة من حياتهم بشكل غير لائق، مستغلين الفضول الطبيعي لدى المتابعين؛ ما يدر عليهم الأموال من الإعلانات والعقود مع الشركات.

وللأسف، تستغل بعض الشركات هذا التوجه وتدعمه برعاية هؤلاء البلوجرز، دون أي اعتبار للقيم والأخلاق التي يفترض أن تعكسها علاماتهم التجارية.

لقد تحول مفهوم الشهرة في عصر البلوجرز إلى شيء أشبه بالسباق على من يقدم محتوى أكثر انحطاطًا وجرأة، فبدلاً من السعي إلى الإبداع أو الابتكار، يلجأ بعض البلوجرز إلى نشر صور ومقاطع جريئة وخادشة، غير مدركين أن هذه التصرفات تمثل مثالاً سيئاً لجيل كامل يتابعهم، فالآلاف من المتابعين يتأثرون يومياً بهذا النوع من المحتوى، وقد يحاولون تقليده أو يسعون لتحقيق الشهرة بالطريقة نفسها.

في الواقع، أصبح الجمهور متعطشًا للمحتوى التافه أكثر من أي وقت مضى، مما يُشجع هؤلاء البلوجرز على مواصلة نشر محتوى أقل ما يُقال عنه إنه مبتذل، في ظل غياب الضوابط أو القوانين التي تُنظم هذا النوع من النشر، وكأن النجاح أصبح مقترنًا بالانحدار الأخلاقي، حيث لا حدود ولا قيم تُحترم، فقط الأرقام والمشاهدات هي ما تهم.

إن الحل يكمن في وعي الجمهور نفسه، على المتابعين أن يكونوا أكثر حذرًا في اختيار من يتابعونهم، وأن يدركوا أن ما يُقدم لهم ليس حقيقة الحياة ولا يعكس سوى صورة زائفة لشخصيات تسعى وراء المال على حساب الكرامة والأخلاق، كما ينبغي على الشركات أن تتحلى بالمسؤولية، وتختار بعناية المؤثرين الذين يمثلونها، بدلاً من دعم البلوجرز الذين يروجون للابتذال.

في النهاية، يجب أن نواجه هذه الظاهرة بصراحة: إلى متى سنظل ندعم هؤلاء البلوجرز ونمنحهم المنصات والمساحات للتأثير على أجيالنا القادمة؟

الحل من وجهة نظري يُكمن في القبض على هؤلاء السفلة وتقديمهم لساحة العدالة وتطبيق أقصى عقوبة عليهم ومصادرة أموالهم، وذلك من خلال تشكيل وحدات للرصد والمتابعة، وأنا أعلم جيدا أن النائب العام والنيابة العامة حريصة كل الحرص لإعادة ضوابط وأخلاق المجتمع، لكن ما نحتاجه الاَن هو العمل بشكل أوسع وأكبر لرصد هؤلاء قبل فوات الأوان..

وللحديث بقية..

زر الذهاب إلى الأعلى