كيف تسبب بايدن في هزيمة هاريس وخسارة الديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية؟
وكالات
كشفت مجلة بولتيكو الأمريكية عن الأسباب التي أدت إلى خسارة كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مشيرة إلى أن الرئيس جو بايدن كان العامل الرئيسي وراء الهزيمة التي مني بها الحزب.
اقرأ أيضا.. إسرائيل الرسمية لا تسعها الفرحة بعودة ترامب: رشائل التهانى والتبريكات
في تقرير موسع، أوضحت بولتيكو أن الحملة الانتخابية لهاريس تعرضت لهزات كبيرة في المرحلة الأخيرة من السباق، خاصة عندما قررت المرشحة الديمقراطية إبراز تعليقات الرئيس السابق دونالد ترامب الأكثر إثارة وتحريضًا، حيث قامت بحملة إعلامية شملت عرض خطاب ترامب العنصري والعنيف في فعالياتها الانتخابية، في محاولة منها لتحفيز الناخبين على التفكير في مخاطر فوزه، لكن هذه الاستراتيجية لم تؤتِ ثمارها، بل على العكس، انتهت الانتخابات بنتيجة قاسية للغاية على هاريس، في ما اعتبره كثيرون كارثة سياسية للديمقراطيين في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
وأضافت بولتيكو أن هاريس ورثت حملة بايدن في فصل الصيف، وسط انحدار في شعبية الرئيس وعدم قدرته على تقديم رؤية واضحة ومقنعة للناخبين.
وعندما ضُغط على بايدن للانسحاب، حاولت هاريس تجديد الحملة من خلال حشد الدعم النسائي والشبابي، خاصة على منصات مثل تيك توك وإنستجرام.
لكن رغم هذه المحاولات، لم يتمكن هذا الزخم من الاستمرار، وفشلت هاريس في التخلص من “ظل بايدن”، مما أثر بشكل كبير على قدرتها على إقناع الناخبين بأنها تمثل تغييرًا حقيقيًا عن فترة رئاسته.
وأحد أبرز الأخطاء التي ارتكبتها هاريس، حسب التقرير، هو عدم قدرتها على الفصل بشكل واضح بينها وبين الرئيس بايدن، فقد رفضت انتقاد الإدارة السابقة بشكل صريح، بل وترددت في التطرق إلى أحد أكبر نقاط الضعف في فترة بايدن، وهو سوء الإدارة الاقتصادية.
وعندما كانت تُسأل عن كيفية اختلاف رئاستها المحتملة، اكتفت بالإشارة إلى تعيينها لوزراء من الحزب الجمهوري، وهو ما لم يقنع الكثير من الناخبين.
وأوضح بعض مساعدي هاريس أن حملتها كانت مليئة بالإشكاليات، حيث لم يكن هناك قرار حاسم بشأن ضرورة أن تكون هاريس قريبة من بايدن، ولا سيما في ظل الصعوبات التي كانت تواجهها الحملة، فقد أشار أحدهم إلى أن الحملة كانت تدير الأمور بأفضل شكل ممكن بالنظر إلى الواقع الذي يعيشه الحزب، حيث كان بايدن هو الرئيس في تلك المرحلة، ولكنهم أكدوا أن السبب الرئيسي لخسارة هاريس هو بايدن نفسه.
ومن ناحية أخرى، أشار مساعد آخر إلى أنه كان من الضروري أن يتخذ بايدن قرار الانسحاب في وقت مبكر، مما كان سيسمح للحزب الديمقراطي بإجراء سباق تمهيدي يتيح لهاريس فرصة أكبر للفوز.
بناءً على هذه التحليلات، يتضح أن الحملة الانتخابية لكامالا هاريس كانت مليئة بالتحديات، وأن دور بايدن كان عاملاً رئيسياً في خسارتها، حيث لم تتمكن من تقديم نفسها كبديل حقيقي له، ما ساهم في تدني آمال الديمقراطيين في الفوز في هذه الانتخابات.