دكتور هاني الجمل يكتب: ترامب والشرق الأوسط
بيان
كيف سيبدو العالم والشرق الأوسط في عهد ترامب الفائز في الانتخابات الأمريكية؟ هذا هو السؤال الأهم، والمطروح حالياً في ظل أوضاع صعبة تشهدها غزة وجنوب لبنان، بسبب العربدة الإسرائيلية المستمرة، مع توتر الموقف بين تل أبيب وطهران.
فبعد فوز دونالد ترامب الكبير في الانتخابات الأمريكية، يستعد العالم لأربع سنوات أخرى من عدم القدرة على التنبؤ والحمائية التي تتلخص في شعار “أمريكا أولا” والتي قد تعيد ضبط القواعد الأساسية للاقتصاد العالمي، وتغيير ديناميكيات الوضع بمنطقة الشرق الأوسط، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
ومن المؤكد أن الوضع في منطقتنا لن يتغير بين عشيّة وضحاها، لأن الأولوية لسيد البيت الأبيض، ستكون للأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية، مثل الهجرة والاقتصاد وعجز الموازنة والوظائف وغيرها من القضايا التي صوّت الامريكيون لرئيسهم، من أجل إيجاد حلول جذرية لها، خاصة أن الرجل جاء من خلفية اقتصادية، فهو رجل اعمال في المقام الأول ويجيد لغة الصفقات.
ولا شك أن ترامب الحائز على أصوات الشباب والأمريكيين من أصول أفريقية ولاتينية، يدرك تماماً أهمية الحفاظ على القاعدة الشعبية التي انتخبته، رغم الحكم عليه في جنحة وتنتظره أربع وثلاثون قضية. فترامب باعتباره الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية يعد في نظر الأمريكيين الذين يعشقون شخصيته وطريقة تفكيره ” شخصية هوليودية”.
وبالعودة إلى الشرق الأوسط، الذي رحّب معظم قادته بفوز ترامب البالغ من العمر 78 عاماً، يُنظَر إلى الولايات المتحدة إلى حد كبير على أنها غير قادرة على إنهاء الصراع أو حتى التوصل إلى وقف إطلاق نار قوي في جنوب لبنان وغزة، وبالتالي يمثل ترامب للبعض، إمكانية إيجاد طريق جديد للمضي قدمًا، كما يُنظَر إليه على أنه مؤيد قوي لإسرائيل ولكنه أيضًا ” صانع صفقات”.
فالعلاقة بين ترامب وإسرائيل، ستتوقف إلى حد كبير على ما يريده سيد البيت الأبيض، وليس معنى ذلك أن واشنطن ستتخلى عن مساندة إسرائيل ودعمها مادياً وعسكرياً وسياسياً في المحافل الدولية، لأن ذلك من ثوابت السياسة الأمريكية بغض النظر عن الرئيس سواء كان جمهورياً أو ديموقراطياً.
وفي هذا الإطار يرى المراقبون أن ترامب الذي قدّم من قبل كل دعم لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى القدس، واعترف بضم الجولان لإسرائيل، وانسحب من المعاهدة النووية مع إيران، لن يضغط على إسرائيل كي توقف جرائمها في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، وإن كان من الصعب التكهن بردود أفعاله إذا طلب منه نتنياهو المزيد لأنه لا يخشاه، بخلاف بايدن الذي ظهر ضعيف الشخصية أمامه.
خلاصة القول .. بغض النظر عن السياسة المنتظرة لترامب بالنسبة للشرق الأوسط، فإن الأمر يستدعي توحيد البيت الداخلي الفلسطيني أولاً، وتنسيق المواقف العربية ثانياً، للخروج برؤية عربية موحدة تجاه ترامب وادارته التي ستنحاز حتماً لإسرائيل.