دكتور هاني الجمل يكتب: القمة العربية والإسلامية بين المؤمل والممكن
بيان
في ظروف بالغة الدقة، تأتي اجتماعات القمة العربية الإسلامية بالرياض، في وقت يشهد فيه قطاع غزة وجنوب لبنان تدميراً ممنهجاً، من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكأنها تسابق الزمن، لفرض أمر واقع جديد، قبل جلوس ترامب الفائز في الانتخابات الأمريكية على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض.
وإذا كان أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، قد أكّد التزام السعودية (الدولة المستضيفة) ، وجميع الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، تجاه مساندة الشعب الفلسطيني، واستنهاض مسؤولية المجتمع الدولي تجاه وقف العدوان الإسرائيلي الجاري، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك تنفيذ حل الدولتين، فإن الأهم الآن ليس ما سيصدر عن هذه القمة من قرارات أو بيانات رنانة، بل كيفية ترجمتها على أرض الواقع. فترامب يدخل البيت الأبيض هذه المرة وهو يحمل ما يعرف بصفقة القرن التي لم تعد خافية على أحد، والتي هي تصفية عملية للقضية الفلسطينية وبيع الوهم لأصحابها، من خلال كيان منزوع من كل السلطات، مقابل اعتراف سعودي بإسرائيل، لتنضم بذلك إلى ما يعرف بالاتفاق الابراهيمي المثير للجدل.
وبعبارة أخرى هل تملك أمتنا العربية والإسلامية الأدوات الكفيلة بإرغام نتنياهو على وقف مجازر قواته في غزة وجنوب لبنان؟ ، وإقناع ترامب بضرورة وقف دعمه الأعمى لإسرائيل، وأن مصالح أمريكا ستكون مهددة في الشرق الأوسط ، إذا أصرّ على تنفيذ ما يعرف بصفقة القرن أو سايكس بيكو جديدة في المنطقة؟
الإجابة على ذلك يعرفها حتى الطفل العربي من المحيط إلى الخليج.. نعم تمتلك أمتنا كل الإمكانيات التي تؤهلها لاتخاذ مواقف حاسمة تغيير خارطة العالم، ولكنها لا تملك للأسف الإرادة القوية للتنفيذ، لأسباب يسأل عنها أصحاب القرار ومن يقودون سفننا العربية والإسلامية.
فالوضع الراهن في غزة وجنوب لبنان ، يفرض على أصحاب القرار السياسي في أمتينا العربية والإسلامية، الارتفاع لمستوى الخطب والمصير الذي ينتظرهم مع قدوم ترامب للبيت الأبيض، ويكفي أن يعلم هؤلاء أن عدد الضحايا في غزة وحدها، ارتفع إلى أكثر من 43 ألف قتيل، وأكثر من 100 ألف جريح، وبلغ عدد الضحايا في لبنان أكثر من 3 آلاف قتيل، وأكثر من 13 ألف جريح.
خلاصة القول.. أمتنا العربية والاسلامية تملك الكثير من الأوراق التي تستطيع من خلالها كبح جماح نتنياهو، وافشال صفقة القرن لترامب ، إذا خلصت النوايا ، واحترم قادتها تطلعات شعوبهم في التحرر وعدم التبعية.