إيران تستشهد بخريطة بريطانية من القرن 19 في نزاعاتها بشأن جزر الخليج
كتب: أشرف التهامي
استشهدت إيران بخريطة بريطانية تعود إلى القرن التاسع عشر كجزء من نزاعها مع الإمارات العربية المتحدة حول عدد من جزر الخليج.
والجزر المتنازع عليها هى: أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى عند مدخل مضيق هرمز، الطريق لناقلات النفط المغادرة من الخليج العربي إلى خليج عمان.
سيطرت إيران على الجزر في عام 1971 بعد أن سحبت بريطانيا، التي كانت تسيطر عليها منذ عام 1908، قواتها من الجزر.
ومنذ ذلك الحين، ادعت الإمارات العربية المتحدة ملكيتها للجزر، حيث ادعت إمارة الشارقة ملكيتها لأبو موسى وإمارة رأس الخيمة ملكيتها للجزيرتين الأخريين.
ومع تعمق النزاع بعد أن أصدر الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي بيانًا مشتركًا مع مجلس التعاون الخليجي يدين “الاحتلال” الإيراني للجزر، لجأت إيران إلى وثيقة تم وضعها قبل أكثر من 130 عامًا بناءً على تعليمات وزير الخارجية البريطاني آنذاك، ماركيز سالزبوري.
وقد أشار البعض إلى خريطة مؤرخة 27 يوليو 1888، قدمها السفير البريطاني هنري دروموند وولف إلى الشاه ناصر الدين شاه قاجار ــ وهي الآن في حوزة الجمهورية الإسلامية ــ باعتبارها الدليل على أن الجزر تابعة لإيران.
كما استشهد البعض بكتاب صدر عام 1892 بعنوان “بلاد فارس والمسألة الفارسية” لجورج كيرزون، نائب الملك والحاكم العام للهند.
لا تحتوي الجزر القاحلة على الكثير من الموارد الطبيعية. ومن بين الجزر الثلاث، لا يوجد سوى أبو موسى التي يسكنها مدنيون، ويبلغ عددهم نحو 2000 نسمة.
ولكن الجزر الثلاث تقع بالقرب من مضيق هرمز، الممر البحري الحيوي بين الخليج والمحيط المفتوح الذي يمر عبره نحو 20% من نفط العالم، ونحو 25% من الغاز الطبيعي المسال في العالم.
لقد كانت هذه الجزر مصدراً للخلاف بين الإمارات العربية المتحدة وإيران لعقود من الزمان.
على مدى ما يقرب من عشرين عامًا، حافظت الإمارات العربية المتحدة وإيران على اتفاق مؤقت غير مستقر أدى إلى تقاسم البلدين لعائدات النفط البحرية في أبو موسى.
ومع ذلك، بعد انهيار المحادثات لتسوية النزاع في عام 1992، بدأت إيران في ترسيخ وجودها العسكري على الجزر.
الموقع الجغرافي
1- جزيرة طنب الكبرى:
تبلغ مساحتها ما يقارب تسعة كيلومترات مربعة، وتقع شرقي الخليج العربي قرب مضيق هرمز، وتبعد حوالي 30 كيلومترا عن إمارة رأس الخيمة التي كانت الجزيرة تتبع لها قبل تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة..
استولت عليها إيران في 30 نوفمبر 1971، بعد أيام من انسحاب قوات الاستعمار البريطاني منها، وقبل يومين من استقلال الإمارات عن بريطانيا، وكان يسكنها آنذاك نحو 300 نسمة يعيشون على صيد السمك ورعي الماشية.
2-جزيرة طنب الصغرى:
ذات أرض رملية وصخرية مجدبة وتتكاثر فيها الطيور البرية والبحرية، ولا تتوفر فيها مياه صالحة للشرب، ولذلك كانت تضم أسرة واحدة عند استيلاء إيران عليها مع طنب الكبرى، وكانت وقتها تتبع لإمارة رأس الخيمة.
تقع طنب الصغرى على بعد حوالي 12.8 كيلومترا غرب جزيرة طنب الكبرى، وهي مثلثة الشكل وتبلغ مساحتها نحو 2 كيلومتر مربع.
3- جزيرة أبو موسى:
هي كبرى الجزر الثلاث إذ تبلغ مساحتها 20 كيلومترا مربعا، تبعد عن طنب الكبرى بعشرين كيلومترا، وتقع على بعد حوالي 43 كلم من شاطئ الإمارات، و67 كلم عن الشاطئ الإيراني وسط ممر ناقلات النفط المصدّر من الخليج العربي إلى العالم، وكانت مأهولة عند احتلالها بنحو ألف مواطن إماراتي يعملون في حرفة صيد السمك.
وتمتاز هذه الجزيرة بمياهها العميقة الصالحة لرسو السفن، كما يوجد فيها معدن أوكسيد الحديد الذي سبق أن قامت الشركة الألمانية فونكهاوس في عام 1906 باستخراجه وتصديره إلى ألمانيا، وهو ما أقلق بريطانيا التي رأت في الوجود الألماني بالمنطقة تهديدا لمصالحها، فتدخلت لدى حاكم الشارقة الذي أوقف المصنع في 1907.