إسرائيل وحزب الله يستعدان لحرب الشتاء
كتب: أشرف التهامي
مع اشتداد حدة الشتاء، يثير الصراع في لبنان تساؤلات حول تأثير الطقس على الحرب، خاصة مع الفيضانات التي ضربت بيروت؛ يقول الخبراء إن الطقس يؤثر على العمليات البرية أكثر من الجوية، مما قد يفرض ضغوطًا على المفاوضات – لكنه لن يوقف العمليات العسكرية الحاسمة.
تداعيات تغير الظروف الجوية على العمليات العسكرية.
مع اقتراب فصل الشتاء، يثير الصراع الدائر على الحدود الشمالية تساؤلات، حتى بين الدول العربية، حول تداعيات تغير الظروف الجوية على العمليات العسكرية.
ففي لبنان، كان قدوم فصل الشتاء محسوساً بقوة في وقت سابق من هذا الأسبوع. ففي مساء الأحد، انتشرت مقاطع فيديو وصور تظهر فيضانات في شوارع بيروت، بما في ذلك النفق المؤدي إلى مطار رفيق الحريري الدولي، المجاور للضاحية، معقل حزب الله.
تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات حاصرت الناس داخل مركباتهم، وأنقذت فرق الدفاع المدني اللبنانية المحاصرين، خاصة في منطقتي الحدث والشويفات في الضاحية الجنوبية.
الفيضانات الشتوية ليست نادرة في شوارع لبنان. لكن على عكس السنوات السابقة، شهد هذا العام قتالاً عنيفًا بين إسرائيل وحزب الله، مع ضربات كبيرة في عمق لبنان بعد أن ركزت ضربات الشتاء الماضي بشكل أساسي على القرى والبلدات الحدودية.
أفادت شبكة الميادين اللبنانية التابعة لحزب الله في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي واصلت مهاجمة الضاحية الجنوبية، حيث نفذت نحو تسع ضربات على معقل حزب الله بحلول الصباح.
وجاءت هذه الضربات بعد جولة ميدانية وتقييم للوضع في جنوب لبنان من قبل رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي وقائد القيادة الشمالية.
وقال هليفي للجنود خلال الجولة: “إن جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل بجدية كبيرة بالتوازي مع ذلك، حيث هاجمنا أهدافا لحزب الله بشدة. ونحن نهاجم بعمق وبشكل مكثف في سوريا وعلى الحدود السورية اللبنانية لمنع وصول الأسلحة إلى حزب الله. إن تطهير هذه المنطقة سيوفر لنا الظروف الأساسية للقيام بالأشياء الصحيحة، بحيث يكون الوادي تحتها آمنا حقا”.
وفي مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية الصادرة في لندن بالعربية، ناقشت الصحيفة التأثير المتوقع لموسم الأمطار على الحرب. وذكرت أن الشتاء من المرجح أن يؤخر الحرب لكنه لن يوقفها.
ومن المتوقع أن يكون التأثير الأكبر على القتال البري، لكن حتى هنا فإن التأثير محدود، وخاصة على حركة الجنود والمركبات. وبحسب الخبراء فإن الأعمال العسكرية التي تعتمد على سلاح الجو سوف تتأثر بشكل أقل، باعتبار أن الشتاء في المنطقة لا يُعَد قاسياً مقارنة بأجزاء أخرى من العالم.
وزعم أحد الذين أجريت معهم مقابلة في الصحيفة السعودية، وهو ضابط كبير سابق في الجيش اللبناني يدعى عبد الرحمن الشحاتيلي، أن الطقس “ليس له تأثير كبير على المعركة، حيث تم تطوير الوسائل للقتال في جميع الظروف”.
وزعم أن المطر والضباب في الشتاء يعقدان القتال البري ولكنهما يساعدان الجانبين أيضاً، حيث يشوشان الرؤية ويساعدان مقاتلي حزب الله في الهجوم والدفاع من خلال التمويه.
وبحسبه فإن إسرائيل، بمعداتها الأكثر تقدماً، تتمتع بميزة في ظروف الشتاء، في حين يضطر مقاتلو حزب الله إلى التحرك على طرق موحلة وغير معبدة، مما يعقد أنشطتهم.
كما أشار المقال إلى أن الشتاء يؤثر على معنويات المقاتلين وظروف معيشة أولئك الذين تركوا منازلهم بسبب الحرب، مما قد يؤدي إلى الضغط لتعزيز المفاوضات والتسوية السياسية لإنهاء الحرب.
وقال ضابط كبير سابق في الجيش اللبناني يدعى حسن جوني للصحيفة إنه إذا كان هناك قرار بمواصلة الحرب، فإن الشتاء لن يوقفها.
وزعم أن الطقس يؤثر فعليا على المهاجم أكثر من المهاجم، وحزب الله مستعد، ومطلع على تضاريس وجغرافية جنوب لبنان، وأهدافه معروفة.
وبحسب جوني، فإن حزب الله بسبب معرفته بالتضاريس، يتأثر بشكل أقل بالطقس البارد والممطر.
ولاحظ تأثير الطقس الشتوي على حركة المركبات، لكنه أوضح أنه تأثير محدود لن يعيق استمرار القتال. وأضاف أنه ليس من المفترض أن تؤثر الظروف الجوية المتطرفة، مثل الثلوج والأمطار الغزيرة والرياح القوية في المنطقة، على النشاط الجوي، وأن هناك طائرات وصواريخ وطائرات بدون طيار متطورة يمكنها العمل في مثل هذه الظروف.