تقرير إسرائيلي يحمل في طياته نية التصفية والهدف هذه المرة: نبيه بري
كتب: أشرف التهامي
مقدمة:
نبيه بري، رئيس حركة أمل اللبنانية، وكان أيضًا رئيسًا لمجلس النواب اللبناني لأكثر من ثلاثين عامًا (منذ عام 1992 – عندما قرر حزب الله الترشح لأول مرة في الانتخابات البرلمانية اللبنانية)، وهو ملياردير، (كما يشير تقرير صادر عام 2011 تم تسريبه على موقع ويكيليكس، لكن السؤال المطروح على الساحة بشأنه الآن: هل بري هو حقًا الممثل المفضل للبنانيين اليوم عندما يتعلق الأمر بالتوصل إلى اتفاق داخل لبنان لإنهاء الحرب؟.
ليس ما سبق فقط، ولكن ثمة أسئلة أخرى مثل: هل بري هو الشخص الذي يمثل كل اللبنانيين؟
يجيب عما سبق وأسئلة أخرى تقرير لمركز “ألما” البحثي الإسرائيلي، منشور اليوم الخميس على موقعه الرسمي اليوم ، والذي يبدو من بين سطوره أن نبيه برى سيكون الضحية القادمة لإسرائيل ، ولك عزيزي القارئ أن تستنتج ذلك من خلال ترجمتنا في موقع بيان لهذا التقرير الذي يفوح من بين سطوره إشارات التهديد لبري فيما إذا كان مع إسرائيل فينجو أو مع المقاومة فيقع في فخ الاغتيال والتصفية .
نص التقرير:
الصراع القديم بين حركة أمل وحزب الله
في مايو 1988، اندلع صراع على السلطة بين حركة أمل وحزب الله. ولم يضع حداً لهذا الصراع المتقطع حتى عام 1990 إلا التدخل السوري، المتحالف مع أمل، والتدخل الإيراني، المتحالف مع حزب الله.
وعلى مر السنين، تغيرت العلاقة بين أمل وحزب الله، وأصبحا “الثنائي الشيعي” (الثاني الشيعي في الأصل)، ومما لا شك فيه أن المنظمتين لا تزالان تحملان توترات متأصلة متجذرة في الشرف والهيبة والمكانة.
ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، أظهر قادة أمل (نبيه بري) وحزب الله (حسن نصر الله) قدرتهم على إدارة هذه التوترات، والتخفيف منها، وتعزيز التعاون.
وبدعم وتشجيع إيراني، قرر حزب الله:
أولاً دخول النظام السياسي اللبناني والترشح في الانتخابات البرلمانية في عام 1992. وربما لإرضاء أمل، حصل نبيه بري على منصب رئيس مجلس النواب، الذي احتفظ به لمدة 32 عامًا. ولم يتحداه حزب الله (نصر الله) قط أو يحاول استبداله بأي شخص نيابة عنه.
حركة أمل و دعم “المقاومة”
كما ساهمت حركة أمل في دعم “المقاومة” وشاركت فيها بشكل فعال، حيث خاض “الثنائي الشيعي” حزب الله وحركة أمل الانتخابات البرلمانية في لبنان معًا بهدف تعزيز القوة الشيعية.
تمتلك حركة أمل ميليشيا عسكرية تضم آلاف العناصر المسلحة وتمتلك أسلحة متوسطة، بما في ذلك الصواريخ قصيرة المدى والصواريخ المضادة للدبابات.
بالإضافة إلى ذلك، تمتلك حركة أمل مقرات عسكرية ومستودعات أسلحة منتشرة بشكل رئيسي في جنوب لبنان، هذا و تشارك حركة أمل بشكل نشط في القتال ضد إسرائيل، وحتى كتابة هذه السطور، قُتل العشرات من عناصرها الذين نفذوا هجمات إرهابية ضد إسرائيل (محاولات تسلل، إطلاق صواريخ، إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، إلخ).
في الأيام الأولى لهجوم حزب الله على شمال إسرائيل (8 أكتوبر 2023)، قال نبيه بري إن لبنان يمارس حقه في الدفاع عن النفس. بعبارة أخرى، أيد بري قرار حزب الله، برئاسة حسن نصر الله، بالتدخل في القتال ضد إسرائيل وجر لبنان إلى الحرب.
منذ بداية الحرب، أظهر بري عجزه عن الحكم، واستسلم لحزب الله، وأظهر عدم اهتمامه بالدولة اللبنانية والمواطنين. وتجدر الإشارة إلى أن بري كان لعقود من الزمان دمية حسن نصر الله، ورغم أنه يبدو أن له رأيًا وموقفًا وقوة كرئيس للبرلمان، إلا أن نصر الله كان يحدد النغمة دائمًا.
ومن الأمثلة على ذلك عدم القدرة على انتخاب رئيس لمدة عامين بعد تقاعد ميشال عون في 31 أكتوبر 2022، حيث منع نصر الله الانتخابات ورفض التوصل إلى أي اتفاق.
مكانة بري في لبنان
يتولى نبيه بري تمثيل البرلمان، الهيئة التشريعية الرئيسية في لبنان، و يعد رئيس مجلس النواب أحد أهم ثلاثة مناصب في دولة لبنان (رئيس الدولة، رئيس الوزراء، رئيس مجلس النواب).
رئيس مجلس النواب مسؤول عن تعزيز والدفاع عن رفاهية لبنان. بصفته رئيسًا للبرلمان، يجب أن يدعم كل لبنان ويسهل الترتيبات والتنسيق بين جميع الطوائف وأحزابها.
ولكن بري هو زعيم حركة تقدم نفسها كجزء من المقاومة وتتصرف بحكم الأمر الواقع وفقاً للمصالح الشيعية. ومن المؤسف أن الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا، طبعت موقفه منذ سنوات.
من الضروري أن نوضح أنه :لم يتم اتخاذ أي قرار من قبل الدولة اللبنانية أو الحكومة بشأن تورط لبنان في الحرب ضد إسرائيل، ولا يوجد قرار حتى الآن.
إن قرار حزب الله، إلى جانب التورط غير المباشر لحركة أمل ونبيه بري، بالانخراط في الصراع في غزة وشن هجوم ضد إسرائيل يقوض السيادة اللبنانية.
وهذا يثير التساؤل حول من أضر حقًا بسيادة الدولة اللبنانية. إسرائيل أم حزب الله؟
والإجابة واضحة، ونبيه بري جزء من المشكلة، وليس الحل.
في الواقع، دعم بري حزب الله، وقاد لبنان إلى الحرب لصالح المحور الشيعي ومحور المقاومة، وليس لصالح المصالح اللبنانية.
وكان هذا في بلد منقسم ومضطرب ويعاني من أزمة اقتصادية حادة، مع انعدام الثقة بين طوائفه، ومع فهم واضح بأن حزب الله يقود لبنان إلى الكارثة لصالح الإيرانيين.
ولم يأمر بري حتى عناصر أمل بوقف أنشطتهم والانسحاب ووقف التعاون مع عناصر حزب الله في الحرب ضد إسرائيل.
في 20 أكتوبر 2024، أكد بري أن حزب الله أعطاه الإذن لإيجاد حل، وأن حزب الله أيد القرار 1701 دون أي تعديلات، وأن لديه استراتيجية لإنقاذ لبنان.
أعرب زعيم حزب الله الجديد، نعيم قاسم، الذي من المرجح أنه متأثر بإيران أكثر من نصر الله، عن ثقته في “شقيقه الأكبر”، نبيه بري، لحماية مصالح لبنان وتسهيل وقف إطلاق النار في لبنان.
في منشور بتاريخ 1 نوفمبر 2024، اشتكى بري، مدعيًا أن إسرائيل رفضت خريطة الطريق المتفق عليها مع المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين وأعرب عن دعمه للعودة إلى القرار 1701.
في السادس من نوفمبر 2024 ألقى نعيم قاسم خطاباً أكد فيه أن وقف القتال سيكون نهاية للعدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة وأشار إلى أن نبيه بري يقود المقاومة السياسية.
أين يقع بري فيما بين إسرائيل و حزب الله؟
إن نبيه بري هو حالياً جزء من المشكلة. ولكن في الوقت نفسه، هو الجزء الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى الحل.
هل هو الزعيم الذي يمكن أن يمثل كل اللبنانيين؟
نشك في ذلك. وكقاعدة عامة، قامت الولايات المتحدة وفرنسا بتطبيع موقفه لسنوات. ويبدو أن نبيه بري هو الزعيم اللبناني الوحيد الذي يمكنه التأثير على حزب الله (ومن خلاله على الإيرانيين).
مصير بري بين أحد الخيارين
يتعين على نبيه بري أن يقرر ما إذا كان يمثل موقف حزب الله (الذي يقاتل إلى جانبه عناصر حركة أمل) ويعمل لصالح حزب الله (والإيرانيين) باسم “المقاومة”، أو ما إذا كان يمثل موقف الدولة اللبنانية وكل المواطنين اللبنانيين وأصبح ينفر من “المقاومة”.
…………………………………………………………………………………………………………….
المصدر/https://israel-alma.org/2024/11/14/nabih-berri-is-part-of-the-problem-and-part-of-the-solution-at-the-same-time/