دكتور هاني الجمل يكتب: قمة العشرين.. الاقتصاد والمناخ أولاً

بيان

السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، هذه الحقيقة تحاول أن تترجمها قمة مجموعة العشرين التي تعقد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وسط تحديات اقتصادية وجيوسياسية معقدة، مما يجعلها محط أنظار العالم.
فقمة العشرين التي حرص الرئيس السيسي على المشاركة فيها، تأتي متزامنة مع أزمات دولية كبيرة في ظل تزايد الأزمات على الساحة الدولية، من حرب أوكرانيا إلى التوترات في الشرق الأوسط، الأمر الذي يضفي على مناقشاتها المتعلقة بالتوترات الجيوسياسية وقضايا الأمن الغذائي والطاقة والتغير المناخي، والإصلاحات الاقتصادية أهمية خاصة.
ويرى بعض المحللين أن القمة ” اقتصادية ” في المقام الأول رغم الحروب المستمرة في المنطقة العربية والصراع الروسي الأوكراني، وبالتالي فمن المتوقع أن تتخذ طابعاً تقنياً تقليدياً في مناقشاتها، بعيداً عن معالجة الانقسامات الدولية والصراعات في المنطقة.
فالنقاش خلال قمة العشرين التي تستمر يومين ، سيركز على القضايا الأساسية التي تمس حياة الشعوب بشكل مباشر، مثل مكافحة الفقر، وتحديات الأمن الغذائي، وتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على سلاسل التوريد العالمية، بالإضافة إلى استعراض الجهود المشتركة لتأمين مصادر طاقة مستدامة، والتعامل مع أزمة ارتفاع الأسعار، ومعالجة عدم المساواة الاجتماعية، بالإضافة إلى التحديات المرتبطة بتغير المناخ، ولن تشمل تغييرات كبيرة على المستوى السياسي العالمي.
ولهذا جاء حرص الرئيس السيسي على المشاركة في القمة، التي تضم عشرين دولة ليس من بينها مصر، التي تشارك ضمن 19 دولة خارجة عن تلك المجموعة نظراً لمكانتها الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة، ولخصوصية العلاقات التي تربط الرئيس السيسي بالرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي تستضيف بلاده هذه الاجتماعات.
وإذا كان البعض قد قلل من المردود السياسي لقمة العشرين، التي تضم ثلثي سكان العالم، ويشكل اقتصاد أعضائها 90% من الناتج العالمي، و80% من حجم المبادلات التجارية العالمية، فإن الأهم بالنسبة لمصر، ما يمكن أن يسفر عنه لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس دا سيلفا، الذي تجمعه بمصر علاقات صداقة قوية، والذي أبدى رغبة في ضخ مزيد من الاستثمارات المشتركة سواء منفردة أو بالتعاون مع القطاع الخاص المصري.
وفي ضوء تلك العلاقات، ينبغي أن تستفيد مصر من خبرات البرازيل التي تعد قاطرة للدول اللاتينية بالنسبة للإنتاج الحيواني والسمكي والزراعي، نظراً لدور مركزها للبحوث الزراعية في تطوير الإنتاج بالهندسة الوراثية. كما يمكن لمصر الاستفادة من خبرة البرازيل في مجال الأبحاث العلمية، حيث خلصت دراسات برازيلية خاصة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الزراعة، إلى أن استخدام هذه الأساليب الجديدة سيزيد الإنتاجية بنسبة لا تقل عن 46%.
بقي أن نشير إلى ان مجموعة العشرين تضم كلاً من أستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والهند وروسيا وجنوب إفريقيا وتركيا والأرجنتين والبرازيل والمكسيك وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والصين وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية.
خلاصة القول.. الاستفادة القصوى من مشاركة مصر في أعمال قمة مجموعة العشرين، هدف ينبغي العمل على تحقيقه في ضوء علاقاتها المميزة مع البرازيل ورئيسها دا سلفا.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى