توريث الخلافة فى إيران.. تعرّف علي الوريث المعين سراً
كتب: أشرف التهامي
تشير تقارير واردة من طهران إلى أن مجتبى خامنئي، الابن الثاني للمرشد الأعلى الحالي لإيران، اختير سراً لخلافة والده بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي كان يُعتبر في السابق المرشح الأوفر حظاً.
تم اختيار مجتبى خامنئي (55 عاما)، الابن الثاني للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، في تصويت سري خلفا لوالده، وفقا لتقرير نشرته وكالة أنباء إيران الدولية التابعة للمعارضة.
ويشير التقرير الذي نشر يوم الأحد إلى أن مجتبى قد يتولى الدور حتى قبل وفاة والده البالغ من العمر 85 عامًا، حيث يشاع أن خامنئي الأب يعاني من مرض خطير.
ويتم اختيار المرشد الأعلى تقليديا من قبل مجلس الخبراء، وهو هيئة دينية مكونة من 88 عضوا يتم انتخابهم كل ثماني سنوات من قبل الجمهور ولكن يتم فحصهم من قبل مجلس صيانة الدستور، الذي يتم تعيين أعضائه بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل المرشد الأعلى.
وقد تزايدت التكهنات حول خليفة خامنئي في مايو بعد حادث تحطم المروحية الذي راح ضحيته الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، الذي كان يعتبر المرشح الأوفر حظا لتولي المنصب. ورغم أن رئيسي لم ينكر طموحاته لتولي المنصب، فمن المعتقد أن الحادث قد غير المشهد السياسي.
شخصية قوية ولكنها مثيرة للجدل
مجتبى خامنئي، رجل دين مثل والده، ولد في مشهد ومتزوج ولديه طفلان. وهو شخصية غامضة ذات نفوذ كبير بين الموالين لوالده.
بعد الثورة الإسلامية عام 1979، انتقلت العائلة إلى طهران، حيث التحق مجتبى بمدرسة ثانوية لأبناء قادة الثورة. بلغ صعود والده السياسي ذروته برئاسته عام 1981.
خدم مجتبى في الحرب الإيرانية العراقية خلال الثمانينيات، وأقام علاقات مع أفراد أصبحوا فيما بعد شخصيات بارزة في جهاز الأمن الإيراني، بما في ذلك حسين طائب، وهو مسؤول كبير في الحرس الثوري الإسلامي.
على مر السنين، لفت مجتبى الانتباه الدولي
في عام 2019، اتهمته الولايات المتحدة بالتعاون الوثيق مع الحرس الثوري الإيراني والباسيج، وهي قوة تطوعية شبه عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني، لتعزيز طموحات والده الإقليمية المزعزعة للاستقرار.
على الصعيد المحلي
واجه مجتبى اتهامات بقمع المعارضة. ففي عام 2009، دعم طائب، قائد الباسيج آنذاك، في حملة القمع العنيفة ضد متظاهري الحركة الخضراء. كما استُهدف من قبل المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب وفاة مهسا أميني في عام 2022، والتي توفيت أثناء الاحتجاز بعد أن احتجزتها شرطة الأخلاق بزعم فشلها في ارتداء الحجاب بشكل صحيح.
ويزعم المنتقدون في إيران أن مجتبى يفتقر إلى المؤهلات الدينية والخبرة الإدارية اللازمة لخلافة والده. وقد رفض بعض رجال الدين والمعلقين فكرة الخلافة الأسرية باعتبارها غير إسلامية، وشبهوها بالملكية.
في حين يُنظر إلى مجتبى كمرشح بارز، فقد تم ذكر شخصيات أخرى كخلفاء محتملين، بما في ذلك رجل الدين والسياسي محمد مهدي ميرباقري ورجل الدين علي رضا عرافي.
كما تم تسمية الرئيس السابق حسن روحاني ورئيس السلطة القضائية السابق صادق لاريجاني على أن لديهما طموحات لهذا الدور.
إن موثوقية تقرير إيران إنترناشيونال غير واضحة. غالبًا ما تركز هذه الوسيلة، التي تبث باللغة الفارسية ولها علاقات بجماعات المعارضة الإيرانية، على الروايات المناهضة للقيادة في إيران ومع ذلك، فإن السرية المحيطة بتخطيط الخلافة في طهران تجعل الموقف غامضًا.
و يشير المحللون إلى أن الحرس الثوري الإيراني من المرجح أن يعمل على منع أي مرشح يراه غير مناسب.