الذهب يسجل ارتفاعًا قياسيًا بنسبة 6% رغم قوة الدولار في الأسواق العالمية

كتب- علي رحيم

شهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، محققًا أفضل أداء أسبوعي له منذ 20 شهرًا، على الرغم من استمرار قوة الدولار الأمريكي، فقد سجل المعدن الأصفر ارتفاعًا بنسبة 6%، حيث وصل سعر الأونصة إلى 2716 دولارًا، مسجلًا أعلى مستوى له في أسبوعين، بعد أن افتتح تداولاته عند 2567 دولارًا للأونصة.

اقرأ أيضا.. ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم السبت

تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية يرفع الطلب على الذهب

يشير الخبراء إلى أن هذا الارتفاع الكبير في سعر الذهب يعود بشكل أساسي إلى تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق المالية، بسبب التصعيد المستمر في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، خاصة بعد تصاعد التوترات بين البلدين واستخدامهما صواريخ بعيدة المدى، إلى جانب التعديلات التي أُدخلت على العقيدة النووية الروسية، وقد أدى هذا التصعيد إلى بحث المستثمرين عن وسائل لحماية أموالهم، مما دفعهم إلى شراء الذهب بشكل كبير.

خلال الجلسة الأخيرة من الأسبوع، شهد الذهب طلبًا قويًا من المستثمرين الذين سارعوا إلى اتخاذه كملاذ آمن قبل عطلة نهاية الأسبوع، على أمل أن يتجنبوا أي تداعيات قد تحدث في ظل الأوضاع المتوترة في أوكرانيا، هذا الطلب المرتفع ساهم في دفع الذهب إلى التعافي بشكل أسرع من الخسائر التي تكبدها في الأسابيع الماضية.

قوة الدولار تؤثر لكن لا تمنع ارتفاع الذهب

على الرغم من القوة الكبيرة التي أظهرها الدولار الأمريكي، فقد استطاع الذهب أن يسجل ارتفاعًا ملحوظًا، فقد شهد الدولار الأمريكي زيادة للأسبوع الثالث على التوالي، محققًا أعلى مستوى له منذ عامين مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، مدعومًا بمزيد من الطلب على العملة الأمريكية كملاذ آمن وسط عدم الاستقرار الاقتصادي.

ورغم أن قوة الدولار كان من المفترض أن تكون عاملاً سلبيًا للذهب، إلا أن المعدن الأصفر استطاع الصمود في وجه هذه العوامل الاقتصادية، ما يعكس الطلب المستمر على الذهب.

كما لا يزال العائد على السندات الحكومية الأمريكية عند أعلى مستوى له منذ 6 أشهر، وهو ما كان يُتوقع أن يؤثر سلبًا على أسعار الذهب، إلا أن الذهب استمر في تعويض خسائره السابقة.

في سياق متصل، تظل الأسواق المالية العالمية في حالة ترقب للأحداث المقبلة التي قد تؤثر على السياسة النقدية الأمريكية، حيث يترقب المستثمرون ما قد تؤول إليه السياسات الاقتصادية في ظل احتمالية تغيير أسعار الفائدة في الاجتماع القادم للبنك الفيدرالي الأمريكي في ديسمبر.

وبحسب التحليلات، فإن الأسواق تضع احتمالًا بنسبة 60% بأن يقوم البنك الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الشهر المقبل، في حين تقدر الاحتمالية الأخرى بنسبة 40% بأن تظل أسعار الفائدة ثابتة.

إذن، رغم قوة الدولار وتحركات السوق المتقلبة، يبدو أن الذهب سيظل في مسار تصاعدي على المدى القريب، مدعومًا بالطلب المستمر عليه كملاذ آمن وسط التوترات الجيوسياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي في بعض الأسواق العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى