شريف عبد القادر يكتب: سفينة “رورو”.. بالمصرى “دحرجة”
بيان
يتساءل البعض عن مسمى “رورو” عقب الإعلان عن إطلاق خط تعمل به سفينة “رورو” لنقل الصادرات المصرية من ميناء دمياط إلى إيطاليا.
فكلمة “رورو” هي اختصار لكلمتي “رول أون رول أوف” بمعنى “الشحن والتفريغ على العجل” وليس بالأوناش. وبالعامية المصرية تقال “دحرجة”.
وفي الماضي البعيد، كانت توجد أوناش فوق السفن لنقل البضائع والركاب.
ومع التطور، ظهرت سفن بابها الخلفي أو الجانبي يلتصق من أسفل وعند فتحه يتجه من أعلى بعيدًا عن جسم السفينة لأسفل ويستند على الرصيف، ويتحمل مرور السيارات والتريلات عند سيرها عليه عند الدخول أو الخروج من السفينة.
ويسمى هذا المنحدر “رامب”، وهذه السفن تسمى “رورو” لأن الشحن والتفريغ بها يتم من خلال دخول وخروج السيارات والتريلات على عجليها.
أتذكر في أواخر السبعينيات، كانت هناك عبارتان سورية والجزائر لنقل الركاب تابعتان للشركة المصرية للملاحة، وكانتا تعملان على خط الإسكندرية – إيطاليا ثم انتقلت إلى خط السويس – جدة والعقبة.
وكان أعلاها أوناش لشحن وتفريغ سيارات الركاب وأمتعتهم لكونهما ليسا “رورو”. ثم جاءت إلى ميناء السويس في أواخر السبعينيات عبارتان هما العريش والطور، بنيتا في النرويج وكانتا من نوع “رورو”.
وتوالت سفن ركاب أخرى من نوع “رورو” لملاك سعوديين وأردنيين للعمل على خط السويس – جدة والعقبة.
وفي أواخر السبعينيات، كانت العبارة الإيطالية “داناسارينا” تعمل على خط الإسكندرية – إيطاليا وكانت من نوع “رورو”.
وكان الخط يعمل بنشاط لكثافة الركاب، خاصة المصريين، حيث كان الحصول على تأشيرة إيطاليا سهلاً. وكان الكثيرون يلجأون إلى كشك سجائر أمام القنصلية الإيطالية بشارع شامبليون ليأخذوا تأشيرات سفرهم.
وكان أغلبهم تجارًا، يعودون محملين بالبضائع. وقد علمت بذلك لكوني كنت أعمل بقسم البواخر بشركة ميناتورز وكيل العبارة الإيطالية، وكان بعض الركاب يحكون لي ما سلف.
وعندما أصبحت العبارة “داناسارينا” غير مسموح لها بالعمل من السلطات الإيطالية لقدمها، تم بيعها لشركة سعودية أطلقت عليها اسم “القمر السعودي” لتعمل على خط السويس – جدة.
والشركة الإيطالية جاءت بعبارة أخرى باسم “داناكرونا” وتوقف عمل هذا الخط بعد ذلك وتم بيع العبارة للشركة السعودية وأطلقت عليها اسم “القمر السعودي 2”.
أتذكر في تسعينيات القرن الماضي قيام تاجر سيارات بشحن سيارات ميتسوبيشي لانسر من جبل علي بالإمارات العربية فوق سيارات نقل مخصصة للسيارات حتى ميناء جدة، وكان يتم شحنها على عبارات “السلام”، وكانت العبارة تحمل حوالي مائتي سيارة وقد تم شحن هذا العدد عدة مرات، وما ساعد على ذلك أن العبارات كانت من نوع “رورو”.
كما أتذكر أوائل الثمانينيات، مشاهدة سفينة ضخمة جدًا من نوع “رورو” تحمل اسم “داتسون”، وكانت تحمل آلاف السيارات الداتسون أثناء عبورها قناة السويس، وكانت عبارة عن أربعة طوابق داخلية بكل طابق سيارات عن آخر، وهذه الطوابق يتم رفعها وخفضها بشكل أوتوماتيكي عند الشحن والتفريغ.
كما أصبح الكثير من سفن البضائع من نوع “رورو” أو “دحرجة” كما نقول بالعامية المصرية، منذ عدة عقود.
اقرأ أيضا للكاتب: