جوارديولا المجروح.. فهم سلوكيات إيذاء النفس والفئات الأكثر عرضة لها

كتب- علي يونس

أثار التصرف الغريب الذي قام به بيب جوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي، خلال مؤتمره الصحفي الأخير، الكثير من الجدل والانتقادات بعد أن كشف عن تعمده إيذاء نفسه، حيث ظهر على وجهه ورأسه علامات الجروح، ليعترف جوارديولا أنه قام بذلك كرد فعل على تعادل فريقه في المباراة الأخيرة.

اقرأ أيضا.. الأهلي يفوز على استاد أبيدجان برباعية في دوري أبطال إفريقيا

هذا التصرف دفع العديد من الأطباء والمختصين في الصحة النفسية للحديث عن إيذاء النفس باعتباره اضطرابًا نفسيًا يتطلب معالجة.

إيذاء النفس، الذي يعرف أيضًا بـ تشويه النفس، هو سلوك يتضمن إصابة متعمدة لجسد الشخص نفسه. ويعد من السلوكيات التي تترك عادة آثارًا مادية مثل الجروح أو تلف الأنسجة.

وفقًا للأطباء النفسيين، فإن إيذاء النفس لا يرتبط دائمًا بالمشاكل الجسدية الظاهرة، بل غالبًا ما يعكس صراعًا داخليًا عميقًا يحتاج إلى علاج.

سلوكيات إيذاء النفس

وفقًا لموقع WebMD الطبي، فإن سلوكيات إيذاء النفس تشمل عدة مظاهر قد تكون مقلقة، وهي:

قطع أو جرح الجسم.

الحرق بأشياء ساخنة.

ثقب الجسم أو الوشم المفرط.

نزع الجلد أو فتح الجروح المتعافية.

نتف الشعر أو هز الرأس بشكل قاسي.

كسر العظام.

غالبًا ما يمارس الأشخاص الذين يقومون بإيذاء أنفسهم هذه السلوكيات في الخصوصية، بعيدًا عن الأنظار، حيث يحاولون إخفاء آثار هذه الأفعال عن الآخرين، هذه التصرفات قد تظهر في حالات الصراع الداخلي أو الضغط النفسي الشديد.

إيذاء النفس ليس سلوكًا شائعًا بين الجميع، بل هو أكثر انتشارًا بين فئات معينة من الأفراد الذين يعانون من مشكلات نفسية أو اجتماعية، وتشمل الفئات الأكثر عرضة:

الإناث المراهقات: يعدّ هذا العمر مرحلة حساسة يتعرض فيها العديد من المراهقات لمشاعر القلق والاكتئاب.

الأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء الجسدي أو العاطفي أو الجنسي: هذه التجارب المؤلمة قد تدفع الأفراد إلى إيذاء أنفسهم كوسيلة للتعامل مع الألم النفسي.

الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مثل الوسواس القهري أو اضطرابات الأكل: هذه الاضطرابات يمكن أن تكون محفزًا لسلوكيات إيذاء النفس.

الأفراد الذين نشأوا في بيئات أسرية لا تشجع على التعبير عن المشاعر: في مثل هذه الحالات، قد يجد الأفراد صعوبة في التعامل مع الغضب أو الضغط، مما يؤدي إلى التعبير عن ذلك من خلال إيذاء النفس.

الأشخاص الذين يفتقرون إلى شبكة دعم اجتماعي قوية: قلة الدعم الاجتماعي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مشاعر الوحدة والاكتئاب، مما قد يزيد من احتمالية وقوع هذه السلوكيات.

أعراض إيذاء النفس

تشمل الأعراض التي قد تشير إلى إيذاء النفس مجموعة من العلامات الجسدية والنفسية، مثل:

جروح أو حروق متكررة يصعب تفسيرها.

خدش أو وخز الجلد بشكل مستمر.

ضرب الرأس في أي شيء صلب أو الضغط على العين.

عض الأصابع أو الذراع.

سحب الشعر بشكل مفرط.

العبث بالجلد.

التأثير النفسي والاجتماعي لإيذاء النفس

بينما قد يعكس إيذاء النفس الشعور باليأس أو الحاجة إلى التعامل مع مشاعر غير معبر عنها، فإن هذه السلوكيات تحمل آثارًا نفسية وجسدية خطيرة.

قد تزيد من مستويات الاكتئاب والقلق، وقد تؤدي إلى أزمات صحية طويلة الأمد إذا لم يتم التعامل معها بالشكل المناسب، لذا فإن دعم الشخص المتأثر ومساعدته على معالجة الأسباب الجذرية لهذه السلوكيات يكون أمرًا بالغ الأهمية.

في ختام الأمر، سواء كان في سياق حياة شخص عادي أو شخصية عامة مثل جوارديولا، فإن التصرفات التي تتضمن إيذاء النفس تتطلب اهتمامًا وعناية خاصة.

التوعية النفسية والدعم الاجتماعي لهؤلاء الأشخاص هما السبيل الوحيد لتحسين حالتهم النفسية والجسدية، وتوجيههم نحو العلاج الملائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى