محمود سليم يكتب: هل مصر في حاجة إلى أحزاب سياسية جديدة ؟
تُعتبر الأحزاب السياسية من أهم ركائز النظم الديمقراطية، إذ تلعب دوراً محورياً في تمثيل مصالح المواطنين، وتشكيل الحكومات، وتوجيه السياسات العامة.
ومع ذلك، شهدت مصر على مدار العقود الأخيرة إخفاقاً واضحاً للأحزاب السياسية في القيام بهذه المهام، مما أثّر سلباً على تطور النظام السياسي وأدى إلى تهميش دورها في الحياة العامة.
تعاني العديد من الأحزاب المصرية من انقسامات داخلية وخلافات قيادية أدت إلى ضعف التنظيم وعدم القدرة على تقديم رؤية سياسية متماسكة، وكذلك تفتقر معظم الأحزاب إلى وجود قاعدة جماهيرية حقيقية، مما يجعلها عاجزة عن تمثيل تطلعات المواطنين بشكل فعّال.
وتعاني الأحزاب أيضا من قلة الكفاءات داخل الأحزاب وغياب القيادة القادرة على اتخاذ قرارات استراتيجية جعلت هذه الأحزاب عاجزة عن تقديم حلول عملية للمشكلات الوطنية، وبعض الأحزاب مرتبطة بمصالح معينة وشخصية ما أفقدها المصداقية والاستقلالية أمام المواطنين.
وأدى هذا الفشل إلى فقدان ثقة المواطنين بالأحزاب، ما دفعهم إلى الابتعاد عن العمل السياسي، وفشلت الأحزاب في أداء دورها الرقابي داخل البرلمان، مما أدى إلى غياب التوازن بين السلطات.
يجب التركيز على تدريب وتأهيل كوادر قادرة على قيادة الأحزاب بشكل فعال، ونشر ثقافة سياسية بين المواطنين لحثهم على الانخراط في العمل الحزبي والمشاركة الفاعلة، وتشجيع ظهور أحزاب جديدة وقادرة على تمثيل تطلعات الشباب والفئات المهمّشة.
ويمثل فشل الأحزاب السياسية في مصر تحدياً كبيراً لتطور النظام الديمقراطي، ولا يمكن تجاوز هذا الواقع إلا من خلال إرادة حقيقية للإصلاح، تلتزم فيها الدولة والمجتمع بتفعيل دور الأحزاب وإعادة الثقة بها كأداة أساسية للتغيير السياسي.