صفقة السلام المنتظرة بين زيلينيسكى وبوتين.. كرامات ترامب تحل

كتب: عاطف عبد الغنى

لا شك أن عودة دونالد ترمب إلى سكنى البيت الأبيض، سوف يكون لها تأثير كبير فيما يتعلق بالقرارات الأمريكية بشأن الحرب الروسية – الأوكرانية، وما يتعلق بالعلاقات الأمريكية – الروسية بشكل عام.
وفى هذا الصدد تتوقع موسكو أن يتجاوز ترامب وعوده الانتخابية إلى الإفصاح عن خطوات عملية مع تشكيل الإدارة المعاونة له.

الشغل الشاغل فى الغرب والشرق

وما سبق صار هو الشغل الشاغل لدوائر صُنع القرار في موسكو وكييف، كما في عواصم أوروبية عدة، تخشى من تبدل واسع لسياسة واشنطن حيال ملفات أمن القارة، بما يرمي بثقله ليس فقط على الجبهة الأوكرانية، بل على ملفات مهمة عدة.

لقد زادت الخسائر البشرية في أوكرانيا بشكل كبير، مع استمرار الحرب، وتزايدت الضغوط على الدول الأوروبية التي تدعمها، وعلى أثر ذلك بدأ بعض القادة الغربيين – أيضا – يتساءلون عن مدى قدرتهم على مواصلة تقديم الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا، خاصة مع عودة ترامب إلى الرئاسة الأمريكية، ووعوده فى أن يتبنى سياسة مختلفة تجاه الصراع الأوكرانى – الروسى.

موقف زيلينسكي

وفى اتجاه مواز فتح فلاديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكرانى الباب لمزيد من التكهنات بأنهاء الصراع، بتصريحات تشير إلى احتمال التنازل عن أراضٍ أوكرانية مقابل ضمان أمني من حلف الناتو.

وتلّمح تصريحات زيلينسكي إلى وجود حسابات سياسية عميقة وراء تقاربه مع ترامب، ويستغل زيلينسكي خطاب ترامب لتقديم نفسه كصانع سلام قادر على إنهاء الصراع وحماية مصالح أوكرانيا.
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، كان الغرب قد تعهد بتقديم دعم غير محدود لكييف، وأكد القادة الغربيون على التزامهم بدعم أوكرانيا بشكل كامل وبدون شروط، وعلى الرغم من براعة وحنكة زيلينسكي، أكثر من نظرائه الأوروبيين، لكن مع استمرار الحرب وتزايد الخسائر، بدأت الدول الغربية تشعر بعبء الدعم الأوكراني، اقتصاديًا وعسكريًا.

مصير التعهدات الغربية

وتآكلت مع مرور الوقت التعهدات الغربية بدعم أوكرانيا، خاصة مع تزايد التكاليف البشرية والمالية للحرب، ورويدا رويدا صارت التعهدات تتآكل إلى أقصى الحدود، حتى قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، هذه العودة التى ربما تمثل لأوكرانيا الآن واقعاً كابوسياً، وفرصة فى ذات الوقت.

لكن ما سبق لا يعنى ترامب الذى يسعى إلى تحقيق إنجازا دبلوماسيا مبكرا من خلال السعى للوصول إلى اتفاق سلام بشكل سريع، وهو ما قد يسمح للرئيس الأوكرانى، زيلينسكي، باستغلال شغف ترامب لتحقيق صفقة أفضل لأوكرانيا مقارنة بالدعم المستمر من بايدن لحرب الاستنزاف.

التخلى عن الرفض

لكن يجب أن نلفت النظر إبضا إلى أن إنجاز أى اتفاق لوقف الحرب، بين الطرفين وإنجاز اتفاق سلام، يتطلب التخلي عن “قانون كييف” الذي يحظر إجراء مفاوضات مع الكرملين في ظل بقاء بوتين في السلطة، هذا القانون الذى أقرته أوكرانيا في أعقاب ضم روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 ومع الصراع المستمر في شرق أوكرانيا.
وأخيرا فقد أوضح زيلينسكي، فى تصريحات إعلامية حديثة، عن قبوله المشروط للسلام مع موسكو، وكان شرطه لأجل التوصل إلى اتفاق سلام هو الحصول على ضمان الدعم الأميركي بأي وسيلة، حتى ولو كان الثمن التخلى عن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس اللتان تحتلهما روسيا الآن، وتركهما تحت سيطرتها.

طالع المزيد:

 

زر الذهاب إلى الأعلى