سوريا بعد الأسد.. سيناريوهات غامضة وتحديات كبرى ترسم مستقبلًا مضطربًا للمنطقة

وكالات

في تقرير موسع نشرته صحيفة تليجراف البريطانية تحت عنوان “لماذا قد تجلب المنعطفات القادمة في سوريا أهوالاً أعظم من الأسد”، ألقت الضوء على التحولات الكبيرة التي تشهدها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

اقرأ أيضا.. سوريا تدخل مرحلة جديدة بعد سقوط الأسد.. مشاهد فوضى وأعمال نهب

ووصفت الصحيفة هذه المرحلة بأنها نقطة تحول كبرى في الشرق الأوسط، حيث تظل ملامح المستقبل مجهولة وسط صراع القوى المحلية والدولية.

وفقًا للتقرير، انتهت الثورة السورية، التي استمرت 13 عامًا، بشكل سريع في 11 يومًا فقط، مما أثار موجة من التساؤلات حول ما يمكن أن يحدث لاحقًا.

في الأيام والأسابيع المقبلة، من المتوقع أن يشهد المشهد السياسي والجيوسياسي في المنطقة تغييرات جذرية، مع انتقال السلطة في سوريا من الأقلية العلوية، التي ينتمي إليها الأسد، إلى الأغلبية العربية السنية.

ورأت الصحيفة أن هذا التحول لن يقتصر على الداخل السوري، بل سيمتد تأثيره إلى القوى الإقليمية والدولية، إيران وروسيا، الحليفان الرئيسيان للنظام السوري، تقفان على أعتاب خسارة كبيرة.

بالنسبة لروسيا، التي لعبت دورًا محوريًا في دعم الأسد عبر عمليات القصف الجوي واستعادة المدن التي سيطر عليها المتمردون، فإن سقوط النظام يعني فقدان قواعدها العسكرية في طرطوس وحميميم، مما يضعف نفوذها في شرق المتوسط.

أما إيران، فتواجه واقعًا أكثر صعوبة، حيث فقدت واحدة من أهم حلفائها الإقليميين، سوريا كانت تمثل جسرًا حيويًا يربط إيران بحزب الله في لبنان، حيث كانت توفر المساعدات والإمدادات العسكرية.

الآن، تجد طهران نفسها في موقف ضعف، فيما يشير بعض المسؤولين الإيرانيين، مثل محمد علي أبطحي، إلى أن سقوط الأسد يمثل “أحد أهم الأحداث في تاريخ الشرق الأوسط”، ويحذرون من تزايد نفوذ إسرائيل في المنطقة.

وفي الجانب الآخر، تسود حالة من التفاؤل الحذر بين بعض الأطراف السورية، مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيًا، وصف سقوط النظام بأنه “لحظة تاريخية”، وأعرب عن أمله في بناء سوريا جديدة تقوم على الديمقراطية والعدالة.

ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن هذا التفاؤل قد يكون مبالغًا فيه، حيث لا تزال الفصائل المسلحة تحتفظ بأسلحتها، مما يهدد بتجدد الصراع إذا لم تُلبَ مطالبها في المرحلة الانتقالية.

وفي هذا السياق، تُظهر الولايات المتحدة، بقيادة دونالد ترامب الذي يستعد لتولي الرئاسة، رغبة واضحة في تجنب التدخل المباشر، تصريحات ترامب تعكس توجهًا نحو ترك الأطراف المتصارعة لتحديد مصيرها بنفسها، قائلاً: “هذه ليست معركتنا”.

وبينما طُويت صفحة الأسد، تظل الحرب الأهلية في سوريا احتمالًا واردًا، حيث ستسعى الأطراف المتصارعة إلى تثبيت مواقعها في الساحة الجديدة، وسط غياب رؤية واضحة لكيفية تحقيق الاستقرار في بلد مزقته الصراعات لعقود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى