صفوت سليم يكتُب: عملاء وخونة

يمرُ الشرق الأوسط بمخاضٍ شديد الخطورة، يكشف أن ثمة تحولات ستطرأ بالسلاح والقوة والنفوذ، من بينها ما لاح في الأفق بالداخل السوري من تمزق للدولة على يد التنظيمات المتطرفة والتي باعت الأرض مقابل الوصول لسدة الحكم، إنها الخيانة العظمى حينما تتجلى في واقعٍ شديد التشرذرم والتعقيد، وبات جليًا الصراع الوجودي بين الأجنحة المتصارعة في سوريا الشقيقة، والتي تواجه مؤامرات حيكت في الظلام الدامس، نفذت بأيادي مَن يطلقون على أنفسهم معارضة، وهم منها براء.

وفي خضم الأحداث الجسام راج خلال الأيام السابقة في الداخل السوري، اسم أبو محمد الجولاني الجهادي، قبل أن يُغير المسمى إلى أحمد الشرع ويعود لسيرته الأولى، وهي الوسيلة لغسل اليدين من جرائم الماضي، حيث ارتأى المعنيون بالقرار في سوريا ذلك المسمى لقلب الحقائق ورسم واقعٍ يتماهى مع التغيير، ما يعني خلع عباءة القتال وارتداء زي الرجل المعارض، لحجز مساحة في تشكيل السلطة في القريب العاجل، وهي الهدية “الصهيو – أمريكية” للرجل البراجماتي الذي يبحث عن المصلحة، ويسعى إلى تحقيق أكبر قدرة من المنفعة، حتى لو على حساب التفريط في الأراضي السورية لصالح تمدد الكيان الصهيوني وهضبة الجولان خير دليل.

سيدون التاريخ أن أبو محمد الجولاني الاسم منزوع الدسم، عُمي عن العربدة الصهيونية في الجولان، عقب احتلال جبل الشيخ بالجولان، بعد انهيار الجيش السوري، لتذهب إسرائيل للمرحلة التالية وتدمير أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة، والسفن والطائرات السورية، والأنظمة المضادة للطائرات، لتقع الدولة السورية في قبضتها تفعل فيها ما تشاء، بمباركة من الجولاني والذي خرج في تصريحٍ صادمٍ أفزع العالم أجمع، بأن دخول الجيش الإسرائيلي إلى الأرضي السورية يتم بالتنسيق معهم.. هل رأيتم الخيانة وكيف تمزق الأوطان حينما تصبح رهينة للتنظيمات المتطرفة وأصحاب الأجندات، ويسقط جيشها الوطني طريحًا.

لم يصبح الآن هناك جيشٌ يحمي الجسد السوري العليل، بل أضحت البلاد مرتعًا للتطرف والإرهاب الدولي، بغية الوصول لمائدة تقسيم المناصب لكل المشاركين في العملية التي مكنت الكيان الصهيوني من تحقيق أهدافه، بمباركة أمريكية، وشراكة الجولاني، والمطلوب دوليًا، فقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2017 تخصيص مكافأة مالية 10 ملايين دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى تحديد موقع أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام حاليًا، ولكن المصالح أعمت الولايات المتحدة الأمريكية بالطبع!، ولا حديث عن الإرهاب، وهم رعاة أصليين له، رغم ما يخرج من تصريحات إدانة لذر الرماد في العيون.

ما يحدث في سوريا بات مؤامرة واضحة المعالم، وباتت أطرافها معلومة لكل لبيب يفهم بالإشارة، فكيف يتجول الجولاني ويذهب إلى الجامع الأموي في دمشق لإلقاء كلمة، عقب إعلان الفصائل المعارضة إسقاط بشار الأسد ودخول قواتها العاصمة السورية، وهو مطلوب أمريكيًا؟!، هل كان من الصعب القبض عليه لولا أن هناك اتفاقًا!، وخذ الكبيرة أيضًا هناك نية من الولايات المتحدة الأمريكية لرفع هيئة تحري الشام وأبو محمد الجولاني من قوائم الإرهاب، هل رأيتم عبثًا أكثر من ذلك، إنها الصفقة!، ووجوب تنفيذها يتيح اللعب بكل الأوراق! واستخدام الأساليب القذرة كافة، ولا عزاء للصامتين من تخلوا عن سوريا بينما هي تصارع الموت وحدها، وتقسم على موائد الرعاع.

حفظ الله مصر- حفظ الله مصر- حفظ الله مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى