الأزهر للفتوى يوضح حكم الحلف الكاذب بالله وشروط التوبة
كتب- علي هلال
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أهمية التوبة لمن وقع في ذنب الحلف الكاذب بالله، وهو ما يُعرف شرعًا باليمين الغموس، وأوضح المركز أن هذا النوع من الحلف يعد من الكبائر التي تغمس صاحبها في الإثم والنار، وفقًا لتسمية الفقهاء.
اقرأ أيضا.. الأزهر يحذر من مخططات انتهازية تهدد وحدة سوريا
واستند المركز في بيانه إلى قول النبي محمد ﷺ: “مَن حَلَفَ علَى يَمِينٍ يَسْتَحِقُّ بهَا مَالًا وهو فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عليه غَضْبَانُ”، مستشهدًا بما ورد في القرآن الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا… وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77].
شروط التوبة من اليمين الغموس
أوضح المركز أن التوبة الصادقة هي الأساس للتخلص من إثم اليمين الغموس، إذ لا تكتفي الشريعة بالكفارة وحدها في هذا النوع من الحلف، وبين أن التوبة تتطلب ثلاثة شروط رئيسية:
- الإقلاع عن الذنب: الامتناع تمامًا عن الحلف الكاذب.
- الندم على الفعل: شعور صادق بالندم على اقتراف هذا الذنب.
- العزم على عدم العودة إليه: تعهد داخلي بعدم تكرار الحلف الكاذب مستقبلاً.
وفي حال كان الحلف قد أدى إلى انتهاك حقوق الآخرين، مثل أخذ مال بغير حق، أكد المركز ضرورة رد الحقوق إلى أصحابها كجزء من التوبة.
أوضح المركز أن جمهور الفقهاء لا يوجبون كفارة مالية أو صيامًا في حالة اليمين الغموس، نظرًا لخطورتها وما يترتب عليها من وعيد شديد.
ومع ذلك، أشار إلى أن فقهاء الشافعية يرون وجوب كفارة يمين بالإضافة إلى التوبة، وأكد المركز أن الجمع بين التوبة والكفارة يُعتبر خيارًا أحوط وأسلم، خاصة لمن يريد تطهير نفسه من هذا الذنب.
بحسب الشريعة، فإن الكفارة تشمل:
- إطعام عشرة مساكين: يُمنح كل مسكين وجبة مشبعة.
- أو كسوتهم: تقديم ملابس تكفي لتلبية حاجاتهم الأساسية.
- صيام ثلاثة أيام: لمن لم يتمكن من القيام بالخيارات السابقة.
اختتم المركز بيانه بالدعوة إلى تجنب الحلف بالله إلا للضرورة، مشددًا على أن استخدام اسم الله في الحلف الكاذب يعكس استخفافًا بالقدسية الإلهية ويؤدي إلى عواقب وخيمة، كما حث على الالتزام بالصدق في القول والفعل كجزء من تعاليم الإسلام التي تهدف إلى تحقيق العدالة والرحمة في المجتمع.