عبد الغنى يجيب: بعد أحداث سوريا هل أنفرط العقد الإيرانى وانتهى دور المقاومة الإسلامية؟
كتب: محمد أنور
فى الإجابة على سؤال: هل جاءت زيارة أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى، ومواطنه جاك وسوليفان مستشار الأمن القومى، إلى الشرق الأوسط، خلال الساعات القليلة الماضية لاستطلاع الرأي أو توثيق للأحداث في سوريا، نفى الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني، رئيس تحرير “موقع بيان الإخبارى”، ومدير تحرير مجلة “أكتوبر”، إن تكون الزيارة على النحو السابق، موضحا، إن الصراع فى المنطقة بإزاء متغير جديد، وهو ما يحدث فى سوريا.
جاء ذلك من خلال المشاركة فى حلقة الجمعة من برنامج “من القاهرة” التى يقدمها الإعلامى محمد جوهر على قناة النيل للأخبار.
وأضاف الكاتب الصحفى أن سوريا، التي دُمّرت بنيتها التحتية العسكرية، كانت الداعم الأساسي للمقاومة الإسلامية في غزة من خلال الحركات النشطة وخاصة “حزب الله”، ومعبر الدعم اللوجستى لهذه الحركات، مؤكدا أن إسرائيل قطعت هذه الإمدادات العسكرية بعد القضاء على القوة العسكرية السورية واحتلال الجولان.
وأوضح عبد الغني أن هذه الزيارة تهدف إلى تنفيذ مخططات أمريكية مستقبلية، تركز على إيصال رسائل محددة تحت شعارات إنسانية نبيلة.
وأكد عبد الغنى أن تركيا، باعتبارها الوسيط الوحيد حاليًا بين الحركات الإسلامية وأمريكا، تلعب دورًا محوريًا في هذه المرحلة.
ومن بين الرسائل المعلنة، للزيارة: ترتيبات جديدة لفترة انتقالية في سوريا، لضمان استقرار الوضع تحت قيادة الحكام الجدد أو الحاليين، تحت غطاء شعارات إنسانية واجتماعية.
وفيما يتعلق بإيران، أشار عبد الغني إلى اعتمادها على المليشيات التابعة لها في المنطقة لتنفيذ أجندتها، وتحقيق طموحاتها في نشر المذهب الشيعي، تحت غطاء دعم القضايا الإسلامية.
وذكر عبد الغنى أن إيران تدعم حركات المقاومة مثل حماس بدعوى الدفاع عن القضية الفلسطيني وحماية القدس، لكنها في الواقع تهدف إلى ترسيخ أيديولوجياتها الخاصة. كما أشار إلى أن تركيا تسعى لتحقيق حلمها في إقامة إمبراطورية إسلامية تمتد عبر الشرق الأوسط.
وأضاف عبد الغني أن الأيام القادمة قد تحمل تطورات سياسية جديدة في الشرق الأوسط، بغض النظر عن محاولات إسرائيل لتحقيق أهدافها أو التغيرات التي قد تطرأ مع وصول شخصيات مثل ترامب إلى الحكم.
ورأى أن تفكيك الجيش السوري يشابه ما حدث في من قبل الغزو الأمريكى للعراق، مما يجعل إعادة بناء جيش وطني أمرًا صعبًا في المستقبل القريب.
كما تطرّق إلى الحركات الإسلامية النشطة في سوريا، مثل “هيئة اتحاد الشام”، مشيرًا إلى دورها المحوري في تنفيذ وعودها. وأكد وجود ثلاث قوى رئيسية تؤثر على الوضع السوري وهى : أمريكا، تركيا، وقوات سوريا الحرة “قسد” ، إلى جانب الحركات الإسلامية مثل “هيئة تحرير الشام” والفصائل الأخرى.
وشدد على أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن مصالحها في سوريا، بل تعمل مع تركيا لضمان السيطرة على الوضع وإنهاء مخاوف إسرائيل من التهديدات.
واختتم عبد الغني بالحديث عن أهداف تركيا البرجماتية، التي تنطلق من سعيها لتحقيق طموح إمبراطوري في المنطقة، مشابه لطموحات جماعة إيران، والإخوان المسلمين بشأن الخلافة المزعومة.
وأكد أن هذه التحركات مدفوعة بالمصالح المادية والنفعية، وأن المشهد السوري المعقد قد يشهد تغييرات كبيرة في تحالف أو تنافر الأطراف اللاعبة الآن على المسرح، مؤكدا على استمرار التوترات والعداء الذي يواجه إسرائيل في المنطقة، مهما فعلت.
جدير بالذكر أن أمير فتحى رأس فريق تحرير حلقة برنامج “من القاهرة” ليوم الجمعة 13 ديسمبر.