ضم الأراضى واستمالة الأقليات وفصلها عن الدولة وأطماع إسرائيلية أخرى فى سوريا

كتب: على طه

تحركات إسرائيل الأخيرة في سوريا، لاشك تعكس أهدافًا بعيدة المدى تستند إلى تحقيق الهيمنة الاستراتيجية وتقليص المخاطر الأمنية، التى كانت تمثلها تحالفات نظام بشار، خاصة مع إيران وعدائه الصريح لإسرائيل، وتتجلى هذا الأهداف الإسرائيلية في استمرار عملياتها العسكرية ضد أهداف إيرانية وسورية على حد سواء فى العمق السوري.

إسرائيل لديها  هدف استيراتيجى دائم وواضح وهو تعزيز نفوذها الإقليمي، وتسعى الآن لتنفيذ جزء من هذا الهدف من خلال استغلال حالة الصراع والفوضى فى سوريا.

ويمكننا أن نحصى بشكل مباشر أبرز الأطماع الإسرائيلية فى سوريا فى التالى:

1. السيطرة على الجولان وتعزيز نفوذها العسكري
تحاول إسرائيل تثبيت سيطرتها على هضبة الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967، باعتبارها منطقة استراتيجية توفر عمقًا أمنيًا وعسكريًا لها. استغلال الفوضى في سوريا يساعدها في تعزيز شرعنة هذه السيطرة على المستوى الدولي.2. تقويض النفوذ الإيراني
تسعى إسرائيل إلى إضعاف الوجود الإيراني في سوريا، حيث تعتبر إيران وحزب الله تهديدًا مباشرًا لأمنها. لذلك، تستهدف الضربات الإسرائيلية بشكل متكرر مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني ومستودعات أسلحة في سوريا【29】【30】.
3. تقسيم سوريا وإضعاف الجيش السوري
تعمل إسرائيل على منع سوريا من إعادة بناء قوتها العسكرية لتظل عاجزة عن تهديدها مستقبلًا. كما يُعتقد أن إسرائيل تدعم توجهات تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ متعددة لتقليل تأثير أي حكومة مركزية قوية قد تتشكل بعد انتهاء الصراع.

4. دور إسرائيل في رسم مستقبل سوريا
إسرائيل ليست طرفًا مباشرًا في الصراع الداخلي السوري، لكنها تسعى إلى التأثير في مستقبل سوريا السياسي بما يضمن مصالحها، من خلال التحالف مع قوى إقليمية ودولية مثل الولايات المتحدة وتركيا، إضافة إلى دعم بعض الجماعات المسلحة المعارضة للنظام .
5. استمالة بعض الأقليات السورية
هناك محاولات لاستمالة الأقليات مثل الدروز في الجولان وحوران، من خلال تقديم مساعدات أو دعمهم عسكريًا في بعض الحالات، بهدف إقامة تحالفات محلية تساهم في تعزيز نفوذها وتقليل مخاطر المواجهة مع السكان المحليين في المناطق الحدودية.

الدروز مثالا

وعند الهدف الخامس لابد أن نتوقف، بالفحص والتحليل وأعطاء الأمثلة، والدروز يمثلون أبرز مثال على الأقليات أبرز الأمثلة فى ظل التوغل الإسرائيلي الحادث الآن فى الداخل السوري بدون قتال، وحيث تلوح في الأفق مخاطر كبيرة، ليس فقط افتضاح أطماع إسرائيل فى ضم جغرافيا جديدة إلى أراضيها، واستخدام الأقليات في المطالبة بضم مناطقهم إلى إسرائيل وتقديم مغريات كبيرة لهم.

من هم الدروز؟

الدروز في سوريا هم جماعة دينية وإثنية تشكل أقلية بارزة في البلاد. يُعتقد أنهم يشكلون حوالي 3.2% من سكان سوريا، مما يعني أن عددهم يتراوح عددهم يصل لنحو 800 ألف إلى مليون نسمة تقريباً . يتركز الدروز في المناطق الريفية والجبلية في شرق وجنوب دمشق، ويشكلون الغالبية في محافظة السويداء، التي تُعرف أيضًا باسم جبل الدروز أو جبل العرب.

يعيش الدروز أيضًا في مناطق أخرى مثل الجولان، حيث توجد مجتمعات درزية لم تقبل الجنسية الإسرائيلية وتعتبر نفسها سورية، وهذا يعكس التعقيدات الهوية والسياسية التي تواجه الدروز في المنطقة.

والسويداء، ذات الأغلبية الدرزية، ودرعا، جارتان في جنوب سوريا، وتحاذيان الحدود مع الأردن وإسرائيل، وقد شهدتا، خلال السنوات الماضية، حراكًا متمردًا ضد نظام الأسد على المستويات الشعبية والعسكرية والأمنية.

قامت روسيا برعاية مصالحات وتسويات لحل مشاكل هذه المناطق مع النظام، ونجحت في ذلك، إلا أنه مع هجوم فصائل المعارضة نحو دمشق، خرجت القوى في هذه المحافظات وسيطرت عليها، استشعاراً بالخطر وليس مساندةً أو تنسيقاً مع فصائل الجولاني التي هاجمت دمشق.

الخوف من المجهول

ويحكم الأمور حتى اللحظة، الخوف من المجهول، حيث لا يعرف بعد وضع هذه المحافظات مع الحكام الجدد في دمشق، لكن الدروز لا يزالون متمسكين بالهوية السورية، وقد يتغير ذلك إذا شعروا بالخطر من الجماعات الإسلامية.

ويرى البعض أنه لا يُعرف على وجه اليقين هدف التحرك الإسرائيلي في عمق سوريا، لكنه ليس عبثاً وليس احترازاً أمنياً، فقد ضمنت إسرائيل خروج اللاعبين الأقوياء من اللعبة، ودمرت مقدرات الجيش السوري ومطاراته ودفاعاته وصواريخه بالكامل.

 طالع المزيد:
عبد الغنى يجيب: بعد أحداث سوريا هل أنفرط العقد الإيرانى وانتهى دور المقاومة الإسلامية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى