“يديعوت أحرونوت”: سقوط نظام الأسد استمرار لانهيار المشروع الإيراني
كتب: أشرف التهامى
ما تشهده منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام يتجاوز حتى أكثر السيناريوهات تفاؤلًا، تلك التي طرحت بعد مرور 14 شهرًا على هجوم السابع من أكتوبر.
هكذا عبّر الكاتب الإسرائيلي يوسي يهوشوا عن سعادة إسرائيلية غامرة، وذلك في مقاله المنشور بصحيفة يديعوت أحرونوت، الإسرائيلية، وحمل المقال عنوان “سقوط الأسد استمرار لانهيار الحلم الإيراني”.
وجاء في المقال أن انهيار نظام بشار الأسد يمثل ضربة قاصمة للمحور الشيعي الذي صممته إيران لخنق إسرائيل. ومع تطورات الوضع في سوريا، تجد إسرائيل نفسها أمام تحديات أمنية تتطلب قرارات سريعة وحاسمة، خاصة مع احتمال وقوع أسلحة استراتيجية في أيدي الجماعات المسلحة.
الانهيار الإيراني خطوة بخطوة
يشير المقال إلى أن المشروع الإيراني، الذي يُعرف بـ”حلقة النار” المحيطة بإسرائيل، يتداعى بشكل متسارع (حسبما جاء بالمقال)، مضيفا: فقد خسر المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، العديد من الركائز الرئيسية لدعمه الإقليمي: مقتل قائد بارز في الحرس الثوري، ضعف حليفه حسن نصر الله، والآن سقوط نظام الأسد.
وواصل الكاتب: أظهرت التطورات الأخيرة دهشة المسؤولين الإسرائيليين من سرعة تقدم الثوار السوريين واستيلائهم على مواقع استراتيجية، رغم الدعم الروسي والإيراني الكبير لنظام الأسد. ويبدو أن طهران وموسكو بدأتا في إجلاء قادتهما وعناصرهما من سوريا، ما يعكس إدراكهما لانتهاء المعركة.
تبعات الوضع الجديد على إسرائيل
ومع سقوط الأسد، تتعرض إسرائيل لعدة تحديات وفرص استراتيجية، أوردها المقال كالتالى:
ضربة للمشروع الإيراني: يمثل انهيار نظام الأسد انقطاع شريان الدعم الإيراني لحزب الله في لبنان. ويرى بعض المسؤولين الإسرائيليين أن هذه التطورات تشبه جهود منع حماس من تعزيز قوتها في غزة.
السيطرة الكردية: تساهم السيطرة الكردية، المدعومة من الولايات المتحدة، على الحدود السورية-العراقية في الحد من نقل الأسلحة إلى الميليشيات المدعومة من إيران.
الفراغ الأمني: يثير هذا الوضع قلقًا بشأن اقتراب الجماعات الجهادية من حدود إسرائيل، واحتمال استيلائها على مخزون الأسلحة الاستراتيجية السورية، بما فيها الأسلحة الكيميائية.
الإجراءات الإسرائيلية الفورية
وفى المقابل اتخذت إسرائيل خطوات لتعزيز أمنها على الحدود مع سوريا (كما جاء بالمقال) وتشمل هذه الخطوات التالى:
زيادة القوات العسكرية في مرتفعات الجولان: تضمنت التعزيزات وحدات من المشاة والمدرعات والهندسة والمدفعية.
إجراء تدريبات عسكرية مكثفة: نفّذ الجيش الإسرائيلي مناورة كبيرة في شمال غور الأردن وجنوب الجولان، شملت تدريب القوات الاحتياطية على الرد السريع في حال حدوث أي تصعيد أمني.
ردع الجماعات المسلحة: أكد الجيش الإسرائيلي استعداده لضرب أي تهديد فتاك قادم من سوريا، مشيرًا إلى أن الضربات الجوية المستقبلية قد تُنفذ دون تنسيق مع روسيا.
موقف القيادة الإسرائيلية
ونقل المقال عن رئيس الأركان الإسرائيلي، الفريق أول هرتسي هاليفي، قوله خلال زيارته للحدود مع سوريا: “نحن نعمل على إحباط التهديدات ومنعها، ولكننا لا نتدخل في الأحداث داخل سوريا.” ومع ذلك، يلاحظ المحللون أن الأوضاع الميدانية تتطور بوتيرة سريعة، ما قد يفرض على إسرائيل تغيير استراتيجيتها قريبًا.
وينتهى المقال بالتأكيد على أنه مع استمرار الأحداث في سوريا، تبدو إسرائيل في حالة تأهب قصوى. وبينما تسعى لاستغلال انهيار النظام السوري كفرصة لإضعاف المشروع الإيراني، تواجه أيضًا تهديدات جديدة قد تنجم عن حالة الفوضى والفراغ الأمني في المنطقة.
طالع المزيد: