فلسطين تحجز مقعدها في الأوسكار عبر فيلم “من المسافة صفر”

كتب – نور منصور

أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، المانحة لجوائز الأوسكار، القائمة المختصرة لعدد من الفئات المرشحة في الدورة الجديدة، حيث جاء فيلم “من المسافة صفر” للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي ممثلًا رسميًا لدولة فلسطين.

اقرأ أيضا.. عرض الجزء الثالث من فيلم ولاد رزق على منصة شاهد

الفيلم، الذي يُعد مشروعًا سينمائيًا جماعيًا، يسلط الضوء على معاناة سكان غزة بعد الأحداث التي أعقبت السابع من أكتوبر 2023، المشروع يضم 22 فيلمًا قصيرًا، كل منها يروي قصة مختلفة، تم تنفيذها على أيدي مخرجين فلسطينيين شباب يعبرون عن أوجاعهم وآمالهم عبر عدسات كاميراتهم.

مشروع “من المسافة صفر” ورسالته

الفيلم ليس مجرد تجربة سينمائية تقليدية، بل هو شهادة حية عن واقع الفلسطينيين اليومي في ظل الحرب والدمار، رشيد مشهراوي، المخرج والمنتج الفلسطيني، قدم هذا المشروع ردًا مباشرًا على ما تعيشه غزة من صراعات ومآسٍ إنسانية.

يقدم المشروع نظرة فنية تعكس تفاصيل دقيقة من الحياة اليومية في قطاع غزة، من خلال أصوات المخرجين المشاركين الذين ينتمون لبيئة الحرب والنزوح، يضم المشروع قصصًا إنسانية تراوحت بين الدراما، الوثائقي، الرسوم المتحركة، والفيديو آرت.

أبرز الأفلام القصيرة المشاركة

  1. خارج الإطار – وثائقي قصير من إخراج نداء أبو حسنة، يتناول عودة فنانة تشكيلية إلى أستوديو مدمر.
  2. جنة الجحيم – دراما وثائقية من إخراج كريم ستوم، تدور حول رجل يستيقظ مذعورًا ليجد نفسه ملفوفًا بكفن أبيض.
  3. صحوة – فيلم تحريك من إخراج مهدي كريرة، يحكي قصة أب يستعيد ذاكرته خلال التفجيرات.
  4. سحر – فيلم روائي من إخراج بشار البلبيسي، عن راقصة تبحث عن طرق للتواصل مع أصدقائها بعد أن فرقتهم الحرب.
  5. 24 ساعة – وثائقي من علاء دامو، يرصد تهديدات الموت التي يتعرض لها أحد الأشخاص على مدار يوم كامل.
  6. جلد ناعم – رسوم متحركة لخميس مشهراوي، يعكس رؤية الأطفال للحرب بعيونهم البريئة.
  7. عذرا سينما – وثائقي لأحمد حسونة، يعتذر فيه مخرج فلسطيني للسينما بعد أن تغيرت أولوياته وسط المعاناة.

هذه الأفلام وغيرها تركز على المشاعر الإنسانية، التفاصيل اليومية، وأحلام الفلسطينيين رغم قسوة الظروف المحيطة.

إدراج فيلم “من المسافة صفر” ضمن القائمة القصيرة للأوسكار عن فئة الأفلام الأجنبية يمثل إنجازًا كبيرًا للسينما الفلسطينية، الفيلم ليس مجرد مشاركة رمزية، بل هو رسالة للعالم تترجم معاناة الفلسطينيين بلغة بصرية مؤثرة.

رشيد مشهراوي، المعروف بإسهاماته في السينما الفلسطينية، يسعى من خلال هذا المشروع إلى تسليط الضوء على المخرجين الشباب في غزة وإبراز قدرتهم على تقديم فن يعكس واقعهم ويصل إلى جمهور عالمي.

تأتي مشاركة فلسطين هذا العام لتؤكد حضور السينما الفلسطينية المستمر في المحافل الدولية، ورغم التحديات، نجحت العديد من الأفلام الفلسطينية خلال السنوات الماضية في الوصول إلى قوائم الترشيح العالمية، ما يعكس نمو وتطور الحركة السينمائية في فلسطين وقدرتها على منافسة الأعمال العالمية.

سيخضع الفيلم لمزيد من المراجعات قبل الإعلان النهائي عن قائمة الترشيحات الرسمية لجوائز الأوسكار. ينتظر عشاق السينما الفلسطينية، وصناع العمل، هذا الإعلان وسط آمال كبيرة بتحقيق إنجاز تاريخي لفلسطين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى