ما وراء مشهد الميلاد الذى أهاج يهود العالم.. تفاصيل صلاة بابا الفاتيكان أمام الطفل يسوع الفلسطينى

العرض تم فى حضور رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدي الكرسي الرسولي

رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم

كشف شهود عيان لـ “موقع بيان الإخبارى” تفاصيل ما حدث فى حاضرة الفاتيكان يوم السبت 7 ديسمبر  الجارى، وأهاج طوائف اليهود فى أنحاء العالم، حيث استقبل قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وفدًا فلسطينيًا رسميًا، وقدّم الوفد هدية لقداسته، والهدية عبارة عن مغارة عيد الميلاد المصنوعة من خشب الزيتون الفلسطيني، برعاية اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في، فلسطين وسفارة فلسطين لدى الفاتيكان.

وفى تصريحات لمراسنا فى إيطاليا، وصف الشهود الحدث بأنه استثنائي، حيث وافق البابا على أداء الصلوات أمام المغارة، وأحيا البابا فرنسيس، تقليد عرض مشهد الميلاد السنوي في الفاتيكان، مع إضافة الرموز والدلالات الخاصة التى تتعلق بالصراع فى غزة والأراضى الفلسطينية المحتلة.

تفاصيل المغارة ورسائل السلام

وصف الشهود تصميم المغارة بأنه من صنع حرفيين من مدينة بيت لحم، مهد المسيح، حيث بلغ ارتفاعها عشرة أقدام. تميزت المغارة بوضع تمثال الطفل يسوع على كوفية فلسطينية، بينما أُضيفت نجمة بيت لحم مصنوعة من الصدف نُقشت عليها عبارة: “المجد لله في العُلى، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرّة” باللغتين العربية واللاتينية.

خلال الحفل، ألقى البابا فرنسيس كلمة دعا فيها العالم إلى الالتفات إلى رسالة السلام والمحبة التي وُلدت في أرض المسيح. كما وصف فلسطين بعبارات مثل “فلسطين المُعذَّبة” و”فلسطين الجريحة”، مُشددًا على ضرورة وقف الحروب والصراعات. وأطلق البابا نداءً إلى المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار قبيل أعياد الميلاد، خصوصًا في قطاع غزة الذي يشهد مآسي إنسانية جرّاء الحرب.

تضمنت المراسم أيضًا تقديم طفلين فلسطينيين درعًا على شكل نجمة بيت لحم لقداسته، كتعبير رمزي عن معاناة أطفال غزة وصرخة من أجل السلام.

جدل واعتراضات 

إلا أن صورة البابا فرنسيس وهو يُصلّي أمام تمثال الطفل يسوع الموضوع على الكوفية الفلسطينية أثارت استياءً واسعًا لدى الطوائف اليهودية حول العالم. حيث اعتبرت سفارة إسرائيل لدى الفاتيكان المشهد “تسييسًا لتقاليد دينية” و”خيبة أمل كبيرة”. كما أعرب كبير حاخامات جنوة، جوزيبي موميجليانو، عن قلقه من “إفقاد يسوع هويته التاريخية” ووصف الخطوة بأنها تزيد من التوترات الدينية.

من جانبها، اعتبرت اللجنة اليهودية الأمريكية واتحاد الجمعيات اليهودية الإيطالية أن الأمر يُهدد العلاقات بين الأديان، ويُعيدها إلى الوراء.

إزالة المغارة لتجنب الأزمة

على إثر هذا الجدل المتصاعد، اضطر الفاتيكان إلى إزالة مشهد الميلاد من قاعة بولس السادس، في محاولة لتخفيف حدة التوتر مع الطائفة اليهودية، وسط تزايد الاتهامات ضد البابا فرنسيس بالانحياز للقضية الفلسطينية، خاصة في ظل مواقفه العلنية السابقة الرافضة للحرب على غزة والداعية لوقف المأساة الإنسانية.

رسائل السلام وسط الانقسام

ورغم التوتر الذي أثارته هذه المبادرة، فإن رسالة البابا جاءت واضحة بضرورة التذكير بمعاناة الشعوب التي ترزح تحت نير الحروب، مع تسليط الضوء على الأرض التي وُلد فيها المسيح، بيت لحم، كرمز أبدي للسلام والمحبة.

ويظل مشهد الميلاد لهذا العام حيث يرقد الطفل يسوع على فراش الكوفية الفلسطينية، فى المغارة، وما صاحب المشهد من جدل شهادةً على دور الدين كجسر للسلام، رغم تعقيدات المشهد السياسي والديني في العالم.

طالع المزيد:

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى