باسل عاطف يكتب: انتهت حقبة “البراميل” وبدأت حقبة إسرائيل!
ما يحدث في سوريا فتنة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ. ما يحدث في سوريا مخطط له منذ عشرات السنين من قِبل الصهاينة للسيطرة على الأرض؛ وبالتالي إعلان الدولة اليهودية من النيل للفرات والكل يعرف ويعي هذا الكلام. كانت البداية واللبنة الأولى للمخطط العالمي من مؤتمر مدريد للسلام، وبدأ التنفيذ على أرض الواقع مع ثورات الخريف العربي في 2011 كما أُطلق عليها أنا، فلم تكن إطلاقًا ربيعًا.
البداية من تونس مع محمد البوعزيزي، وبعدها مصر مع خالد سعيد الذي دارت الروايات عنه، ولا يعرف أحد الحقيقة حتى الآن، وبعدها ليبيا وسقوط نظام العقيد معمر القذافي، وسوريا وبداية الشرارة مع الطفل حمزة الخطيب الذي كتب على الجدران “إجاك الدور يا دكتور” لتعتقله قوات الأمن السورية وتقتله، ومن بعدها تشتعل النيران حتى سقوط نظام الأسد في 2024، وكذلك سقوط علي عبدالله صالح في اليمن ومقتله على يد الحوثيين، وأيضًا تقسيم السودان وسقوط نظام البشير والقبض عليه، هل كل هذا من محض الصدفة؟!
سوريا هي الأرض التي ستقام عليها المعركة الكبرى في آخر الزمان، وأظن أن النهاية قد اقتربت، وكل ما يحدث ينذر بكارثة كبرى على شعوب منطقة الشرق الأوسط والعرب عامة والمسلمين خاصة، فاليهود وضعوا الدين الإسلامي في قالب مغاير للحقيقة تمامًا من خلال رجالهم الذين يعملون معهم بالوكالة مقابل ملايين الدولارات لتدمير شعوب منطقة الشرق الأوسط لإقامة الدولة اليهودية، إذ إن إسرائيل في نظرها تحتل جزءًا صغيرًا من الأرض وعليها يجب أن تتوسع.
سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وانتهت حقبة البراميل، وبدأت حقبة إسرائيل. ومع سقوط الأسد أظهرت إسرائيل نواياها الخبيثة، وتوسعت في الجولان، وهي الآن على مشارف العاصمة دمشق، وأعلنت إلغاء أي اتفاقية تمت مع سوريا، هذا بالإضافة إلى ما تفعله في غزة، فقد تم تدمير أكثر من 80% من البنية التحتية هناك، ومحيت مناطق بأكملها من على الخريطة، والأمر مع لبنان حدث ولا حرج فإسرائيل تسعى وتحاول جرها إلى حرب كبرى لتدميرها؛ وبالتالي السيطرة على أراضيها. ويمضي اليهود في مخططهم بكل دقة.
النظام السوري بالفعل ارتكب فظائع كبيرة بحق شعبه الأعزل. وبشار الأسد بلع الطعم اليهودي، ودمر أرضه وفكك جيشه، وسقط في نهاية الأمر. لكن الحقيقة أن كل هذا مخطط صهيوني إن لم تنتبه له الشعوب العربية، فستكون في خبر كان.
الجولاني وهو داعشي إرهابي معروف ومطلوب القبض عليه لإعدامه في العراق ومشارك رئيس وفعال في العديد من العمليات التفجيرية والإرهابية التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين العزل. فهو كالمشخصاتي والحرباء يعمل على تغيير جلده من آن لآخر وحاليًا يظهر نفسه بأنه الرجل المسالم الوسطي المعتدل الذي تحبه النساء قبل الرجال، لكنه ينفذ مخطط اليهود وأول قراراته إلغاء التجنيد الإجباري بحجة الحرية، ولكن في الحقيقة هذه الإملاءات لعدم تكوين جيش سوري قوي يكون شوكة في حلق إسرائيل.
الدور على مصر بالنسبة للمخطط الصهيوني، فقد حاولوا إسقاطها بعد سقوط نظام مبارك ولم يستطيعوا، وبعد اعتلاء الإخوان الحكم في مصر عملوا بكل طاقتهم لجر مصر إلى حرب أهلية، وقالها مرسي “الشرعية ثمنها دمي” وكادت مصر أن تدخل نفقًا مظلمًا وصراعًا كارثيًا على كرسي السلطة، ولكن هذا لم يحدث ولن يحدث مستقبلًا؛ لأن مصر تمتلك جيشًا وطنيًا قويًا ملكًا للشعب وشعبًا واعيًا بكل ما يحدث من مؤامرة عليه. وستظل مصر مقبرة للغزاة.