روما تحتفل باليوم العالمي للغة العربية.. برعاية عمانية وتنظيم الجمعية الإيطالية العربية
رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم
شهدت العاصمة الإيطالية روما يوم 18 ديسمبر احتفالية مميزة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، الذي يصادف ذكرى اعتماد الأمم المتحدة اللغة العربية كواحدة من اللغات الرسمية عام 1973. نظّمت الجمعية الإيطالية العربية النسخة الخامسة من مهرجان يوم الثقافة العربية، تحت شعار “الثقافة رسالة سلام”، برعاية سفارة سلطنة عمان.
حضور رسمي ومجتمعي بارز
انعقد المهرجان في جامعة روما 3 بحضور دبلوماسي وثقافي لافت، تقدّمه سمو السيد نزار بن الجلندي آل سعيد، سفير سلطنة عمان لدى إيطاليا، إلى جانب سفيري السودان والعراق وعدد من الدبلوماسيين والملحقين الثقافيين من الدول العربية. كما شارك جمهور متنوع من أبناء الجالية العربية في روما، إلى جانب طلاب وباحثين إيطاليين مهتمين بالثقافة العربية.
استقبل الحضور سعادة السفير نزار برفقة الدكتور صبري حسان، رئيس الجمعية الإيطالية العربية.
افتتاحية بعبق التاريخ واللغة
بدأ المهرجان بعزف النشيد الوطني الإيطالي وعرض فيلم قصير عن تاريخ المهرجان. ثم ألقى الدكتور صبري حسان كلمة ترحيبية، شكر فيها سفارة سلطنة عمان على رعايتها، وعبّر عن تقديره للحضور الكريم على المشاركة.
وألقى سمو السيد نزار بن الجلندي آل سعيد كلمة مؤثرة تناول فيها أهمية تعزيز التعايش بين الثقافات. كما قدم محاضرة تعريفية عن تاريخ اللغة العربية، أشار فيها إلى مكانتها كإحدى أقدم اللغات الحية ودورها كلغة القرآن الكريم التي يتحدثها أو يقرأها نحو ملياري مسلم حول العالم.
دعا سعادته أيضًا إلى توظيف التكنولوجيا لتسهيل تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها، مما أثار إعجاب الحضور. وأشاد بقرار الأمم المتحدة اعتبار اللغة العربية إحدى اللغات الرسمية للمنظمة، مشيرًا إلى أهمية التفاعل بين اللغات.
حظيت كلمة السفير نزار بإعجاب الحضور والمشاركين، واعتبرها الباحثون ورقة عمل مستقبلية للأكاديميين والمهتمين بمجال اللغة العربية.
جلسات ثقافية ومداخلات علمية
تخلل المهرجان ثلاث ندوات ثقافية، شارك فيها شخصيات أكاديمية بارزة، مثل:
البروفيسور جورجيو ريسنا، نائب رئيس جامعة روما 3، الذي عبّر عن اعتزازه بالشراكة الثقافية مع العالم العربي، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التبادل الثقافي والحضاري بين إيطاليا والعالم العربي. كما نوّه إلى أن جامعة روما 3 تضم عددًا كبيرًا من الطلاب ذوي الأصول العربية وغير العرب الراغبين في تعلم اللغة العربية.
الدكتور منذر سالم، المدير التنفيذي لمنصة “إيبانا”، الذي استعرض مشروع “منصة الخليل” لتعليم اللغة العربية عن بُعد، بدعم من سلطنة عمان. وأوضح فكرة المشروع الذي يُعد الأول من نوعه في التعلم عن بعد، حيث يعتمد على منهج “كلمن” التفاعلي، مع تقديم دروس افتراضية وتمارين ومحادثات لتقوية المهارات اللغوية.
وفي لفتة كريمة، أعلن السفير نزار عن تقديم منحة دراسية مجانية لطلاب جامعة روما 3 لتعلم اللغة العربية، مما لاقى تقديرًا كبيرًا من الحاضرين. ووصف نائب رئيس الجامعة المبادرة بأنها تجسيد للكرم العربي.
من جانبه، أكّد الدكتور صبري حسان ضرورة العمل المستمر للتعريف بالثقافة واللغة العربية، مع التركيز على الحفاظ عليها للأجيال الجديدة. وأشار إلى أن هدف جمعيته منذ تأسيسها هو تنشئة جيل من أبناء العرب في المهجر مندمجين في مجتمعاتهم الجديدة، مع الحفاظ على هويتهم وجذورهم العربية.
اللغة والفن في رسالة سلام
اختُتمت الفعاليات بعروض فنية مميزة قدّمها موسيقيان عمانيان، حيث عزفا على العود والطبلة، مقدّمين لمحات من الفن العربي الأصيل. وتلا ذلك مأدبة غداء عمانية تقليدية نالت استحسان الجميع.
في ختام الحفل، حرص الحضور والمشاركون على التقاط الصور التذكارية مع السفير نزار، وخاصة الشباب من أبناء الجالية العربية والطلاب الإيطاليين، معبرين عن شكرهم لجهوده في إنجاح الفعالية.
رسالة أمل وتعزيز للتبادل الثقافي
حمل المهرجان رسالة أمل وسلام تؤكد على أهمية الحوار الثقافي وتعزيز الروابط بين المجتمعات العربية والغربية. وعكست الكلمات والمداخلات طموحًا كبيرًا لنشر اللغة العربية وجمالياتها بين الأجيال الجديدة في المهجر، إلى جانب تشجيع التفاعل الثقافي العالمي.
اليوم العالمي للغة العربية لم يكن مجرد احتفاء بلغة، بل احتفاء بتراث عريق يعزز قيم التفاهم والتعايش في عالم متنوع الثقافات.
الفعالية فى صور:
طالع المزيد: