نفق صخري مكتشف بالإسكندرية بعمق 13 مترًا يكشف أسرارًا تاريخية جديدة
كتب- علي سيد
في اكتشاف أثري غير مسبوق، أعلنت البعثة الأثرية المصرية-الدومينيكانية التابعة لجامعة سان دومينجو عن اكتشاف نفق منحوت في الصخر بعمق 13 مترًا تحت سطح الأرض في منطقة غرب الإسكندرية.
اقرأ أيضا.. أول رد من السياحة والآثار بشأن تأجير يوتيوبر أمريكي لمنطقة أهرامات الجيزة
هذا الكشف الجديد يمثل إضافة هامة إلى تاريخ المدينة العريقة التي كانت مسرحًا للعديد من الحضارات القديمة مثل اليونانية، البطلمية، والرومانية.
تفاصيل الاكتشاف الأثري
تم العثور على النفق خلال أعمال الحفر الأثري التي قامت بها البعثة في منطقة معبد “تابوزيريس ماجنا” غرب الإسكندرية، ويبلغ طول النفق حوالي 1.3 كم، وارتفاعه 2 متر، مما يجعله أحد المعالم الهندسية الفريدة التي تكشف عن تقدم تقنيات البناء في العصور القديمة، ويشبه التصميم المعماري للنفق المكتشف إلى حد كبير تصميم نفق “يوبيلينوس” في اليونان، إلا أنه أطول منه.
وتعليقًا على الاكتشاف، قالت الدكتورة كاثلين مارتينز، رئيسة البعثة الأثرية، إن هذا النفق يعد معجزة هندسية بحد ذاته، حيث تم اكتشاف جزء منه غارقًا تحت مياه البحر المتوسط.
إلى جانب النفق، تم العثور على رأسين من الألبستر، أحدهما لشخص من العصر البطلمي، والآخر تماثل ملامحه تمثالًا لأبو الهول.
اكتشافات أخرى بالموقع
بالقرب من النفق، اكتشفت البعثة أيضًا عددًا من الأواني الفخارية والجرار الخزفية المدفونة تحت الرواسب الطينية، كما تم العثور على كتلة مستطيلة من الحجر الجيري، مما يعزز فرضية وجود معالم أثرية أخرى تحت سطح الأرض.
وأظهرت الحفائر أن جزءًا من أساسات معبد “تابوزيريس ماجنا” مغمور تحت مياه البحر، وهو ما يفتح أبوابًا جديدة لفهم تاريخ المدينة والأنشطة التي كانت تتم في المنطقة خلال العصور القديمة.
يرى الخبراء أن هذا الاكتشاف يساهم في تسليط الضوء على التطور العمراني والأنشطة الاقتصادية التي كانت تتم في الإسكندرية وما حولها.
الدكتور محسن مختار، أستاذ التاريخ بالمعهد العالمي للآثار بالإسكندرية، أكد أن هذا الاكتشاف يعد من أهم الاكتشافات الأثرية في الآونة الأخيرة، حيث يعكس الحياة في منطقة صحراء “الكنج مريوط” وتوسع النشاط البشري في تلك المنطقة في العصور القديمة، بعيدًا عن المدينة القديمة.
وأشار مختار إلى أن الاكتشاف يؤكد أن الإسكندرية لم تكن فقط مركزًا حضريًا مهمًا في العصور اليونانية والبطلمية، بل كانت منطقة نشاط اقتصادي وديني متنوع في العصور المختلفة، مما يضيف عمقًا جديدًا لفهمنا لتاريخ هذه المنطقة.
تفاصيل معبد تابوزيريس ماجنا
تم بناء جدران معبد “تابوزيريس ماجنا” من كتل ضخمة من الحجر الجيري التي استُخرجت من المحاجر القريبة، كان المعبد يتكون من صرحين رئيسيين يوجد بينهما باب كبير، وقد عثر داخل كل صرح على درج يؤدي إلى داخل المعبد، على واجهة المعبد، توجد أربعة أخاديد كانت تستخدم لتثبيت الأعلام أثناء الاحتفالات الرسمية.
داخل المعبد، تم العثور على بقايا حجرات مربعة الشكل في الجانبين القبلي والغربي، تحت إحدى الحجرات في الجهة الشمالية، تم اكتشاف كنز من الأدوات البرونزية، والتي يعتقد أنها كانت تستخدم في طقوس العبادة الخاصة بالإلهة إيزيس.
شملت الاكتشافات إبريقًا ومصباحًا وطبق قرابين وميزانًا وتماثيل، بالإضافة إلى مبخرة جميلة التصميم، مما يسلط الضوء على الطقوس الدينية في تلك الفترة.