العلاقات المصرية الصينية تشهد تطورًا كبيرًا بعد الشراكة الاستراتيجية الشاملة
وكالات
تواصل العلاقات المصرية الصينية تعزيز قوتها بعد مرور عشر سنوات على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، التي وُقِّعت في عام 2014.
اقرأ أيضا.. ترقب عالمي لأخبار جديدة عن الحضارة المصرية يوم 8 يناير المقبل
وفي تقرير حديث لوكالة الأنباء الصينية شينخوا، تم تسليط الضوء على النجاحات التي حققتها هذه الشراكة في عام 2024، وأثرها المتزايد في تعزيز التعاون الثنائي بين مصر والصين في مجالات متعددة.
2024: عام مليء بالإنجازات
في مايو 2024، زار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصين، حيث عقد محادثات رفيعة المستوى مع الرئيس شي جين بينج، أسفرت هذه المحادثات عن التوقيع على عدد من وثائق التعاون الثنائي، التي تغطي العديد من المجالات مثل البنية التحتية، الابتكار العلمي والتكنولوجي، و التعاون الاقتصادي والاستثماري.
كما تم الاتفاق على خطة لتعزيز التعاون في مشروع الحزام والطريق، الذي يهدف إلى تسهيل التجارة والتبادل الثقافي بين آسيا وأوروبا.
خارطة الطريق المستقبلية
من أبرز التطورات في العلاقات بين البلدين كان التوقيع على البرنامج التنفيذي للشراكة الاستراتيجية الشاملة للأعوام 2024-2028 في يناير من العام ذاته، هذا البرنامج يحدد الأطر المستقبلية للتعاون بين مصر والصين، ويستهدف رفع مستوى العلاقات إلى آفاق جديدة بناءً على الإنجازات المحققة في العقد الماضي.
وقد أعرب الرئيس السيسي عن تقديره لمبادرات الرئيس شي العالمية، مشيرًا إلى استعداد مصر للعمل مع الصين في مجالات التعاون متعدد الأطراف لتحقيق أهداف السلام والتقدم للبشرية.
التعاون في مجالات متنوعة
في سياق آخر، شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، في منتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك) في بكين في سبتمبر 2024.
وأشار إلى أن مصر والصين قد أسستا إطارًا للتعاون المتعدد المستويات، موضحًا أن العلاقات بين البلدين تتمتع بخصوصية عالية، وأكد مدبولي أن مصر تسعى لتعزيز التعاون مع الصين بما يحقق الفائدة المشتركة ويعزز التنمية في كلا البلدين.
وفي ديسمبر 2024، قام بدر عبد العاطي، وزير الخارجية المصري، بزيارة إلى بكين، حيث ترأس مع نظيره الصيني وانج يي الحوار الاستراتيجي بين البلدين.
وأشار عبد العاطي إلى التطور الكبير الذي شهدته العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، مشددًا على أهمية التشاور السياسي بين مصر والصين، وتوافق المواقف بين البلدين في العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
استثمارات متزايدة
تعد الصين أكبر شريك تجاري لمصر منذ أكثر من 12 عامًا متتالية، كما أن الاستثمارات الصينية في مصر تشهد نموًا مستمرًا، حيث تشارك الشركات الصينية في تنفيذ مشاريع هامة في مصر، بما في ذلك المشروعات التنموية في منطقة قناة السويس.
وفي هذا السياق، شهد مدبولي توقيع عقود مع شركات صينية لتنفيذ مشروعات جديدة في هذه المنطقة، التي تعد من أهم المناطق الاقتصادية في البلاد.
تتطلع مصر والصين إلى مستقبل مشترك يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق التقدم المشترك، وفي هذا السياق، تم التأكيد في بيان مشترك صدر عقب الحوار الاستراتيجي بين البلدين على أهمية الاستمرار في دفع العلاقات إلى الأمام من خلال التعاون المستدام في مختلف القطاعات، مع التركيز على الاستثمار و التكنولوجيا و التبادل الثقافي.
تعد العلاقات المصرية الصينية نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي، حيث يجسد البرنامج التنفيذي للشراكة الاستراتيجية رؤية البلدين في تعزيز التعاون بما يعود بالنفع على شعبيهما وعلى الساحة العالمية.
ومع استمرار الدعم المتبادل والتوجه نحو التعاون طويل الأمد، يبدو أن السنوات المقبلة ستشهد مزيدًا من النمو والازدهار في العلاقات بين مصر والصين.