البحيرة الوردية.. اختفاء مفزع لأحد أغرب المعالم الطبيعية في العالم
وكالات
البحيرة الوردية في السنغال، أو كما تعرف بـ بحيرة ريتبا، هي واحدة من أكثر المعالم الطبيعية غرابة وجمالًا في العالم، يقع هذا المعلم المائي في منطقة داكار السنغالية، ويتميز بلونه الوردي الفاتن الذي جعل منها وجهة سياحية رئيسية في المنطقة، ولكن مؤخرًا، بدأت البحيرة تفقد جزءًا كبيرًا من سحرها الطبيعي بسبب الاستنزاف البيئي والجفاف المتزايد، ما يهدد اختفاءها قريبًا.
اقرأ أيضا.. تقرير حقوقى يوصى بمشاركة المرأة في صنع القرارات الخاصة بالتغير المناخي
تراجع مساحتها بشكل مفزع
على مدى السنوات الأخيرة، فقدت بحيرة ريتبا ما يزيد عن نصف مساحتها بسبب الجفاف الشديد الذي تشهده المنطقة، وفقًا للتقارير، فإن البحيرة بدأت بالتقلص بشكل غير مسبوق، مما أثار قلقًا بين المحليين والباحثين الذين يتابعون وضعها البيئي عن كثب، وتُظهر الصور الحديثة تراجعًا واضحًا في مستوى المياه، وهو ما يهدد اختفاء هذا المعلم الطبيعي المميز.
اللون الوردي.. أسرار ومواسم
من بين الظواهر المثيرة التي تجعل البحيرة محط أنظار العالم هو اللون الوردي لمياهها، والذي يُعتقد أنه ناتج عن نوع خاص من الطحالب التي تتواجد في قاع البحيرة، هذه الطحالب تنتج مادة “البيوفوتو”، وهي السبب في إعطاء البحيرة لونها الفريد.
ولكن، رغم أن البحيرة تحافظ على لونها الوردي لمدة تسعة أشهر في السنة، إلا أن هذا اللون يبدأ في التغير مع بداية موسم الأمطار في يونيو، حيث تتحول المياه إلى درجات أقل وضوحًا من اللون الوردي.
يعد الجفاف أحد التهديدات الرئيسية التي تواجه بحيرة ريتبا، فمنذ أكثر من 30 عامًا، انفصلت البحيرة عن المحيط الأطلسي، ما جعلها معرضة لمزيد من التغيرات البيئية.
هذا الانفصال قلل من حجم المياه المتجددة في البحيرة، مما ساهم في تدهور حالة المياه وزيادة ملوحتها بشكل أكبر، مما يفاقم المشكلة البيئية ويزيد من حدة الاستنزاف المائي في المنطقة.
إلى جانب جمالها الفاتن، تلعب بحيرة ريتبا دورًا اقتصاديًا مهمًا في غرب أفريقيا، حيث تعد واحدة من أكبر مواقع استخراج الملح في المنطقة.
يعمل آلاف السكان المحليين في استخراج الملح من مياه البحيرة الملوثة بالملح، ويجمعون الكتل الكبيرة من الملح ويقيدونها في قوارب صغيرة، بينما يعانون من الظروف البيئية القاسية.
هذا النشاط الذي يعتمد على استخراج الملح يتم في ظروف صحية صعبة، حيث يواجه العاملون خطر الإصابة بأمراض جلدية أو أمراض تنفسية بسبب الملوحة العالية.
للنساء دور أقل في هذا العمل الشاق، حيث يُمنعن من دخول البحيرة في معظم الحالات، ما يعكس تقسيم العمل بين الجنسين في هذه الصناعة المحلية.
مع استمرار الاستنزاف و الجفاف، يواجه العاملون في بحيرة ريتبا تحديات كبيرة في الحفاظ على مصادر رزقهم، كما أن خطر اختفاء البحيرة لا يهدد فقط الاقتصاد المحلي بل أيضًا الكائنات الحية التي تعتمد على هذه البيئة الفريدة، بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الوضع اهتمامًا دوليًا وجهودًا متضافرة من أجل معالجة المشكلات البيئية في المنطقة.