نيويورك تايمز تسلط الضوء على تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة 

وكالات

سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الضوء على التدهور الكبير في الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، في الوقت الذي تواصل فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية ضرب القطاع منذ أكثر من عام.

اقرأ أيضا.. استشهاد 5 صحفيين في غارة لجـ يش الاحـ ـتلال الإسـ ـرائيلي على غزة

وأشارت الصحيفة إلى تصاعد الإدانة من قبل منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، التي وصفَت الوضع في غزة بأنه يزداد سوءًا بشكل مستمر.

تدمير شامل ودمار للبنية التحتية

منذ الهجوم الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023 رداً على الهجوم الذي شنه مسلحو حماس، شهد القطاع تدميرًا واسعًا للبنية التحتية والمرافق المدنية.

عمليات القصف الإسرائيلي حولت المدن إلى أرض قاحلة مليئة بالأنقاض، مما دفع 90% من سكان غزة، الذين يبلغ عددهم حوالي 2.1 مليون نسمة، إلى النزوح بشكل جماعي.

وفي ظل هذه الأوضاع القاسية، يعاني الفلسطينيون من نقص حاد في الغذاء والمياه، مع تدهور الأوضاع بشكل أكبر بسبب وصول فصل الشتاء، حيث يزيد البرد من معاناتهم.

معاناة الأطفال والمرضى

في تقرير نشرته الصحيفة، أشار أحد الأطباء في مستشفى خان يونس إلى أن أربعة أطفال رضع توفوا بسبب البرد الشديد في الأسبوع الماضي.

وأكدت الصحيفة أن الأوضاع الإنسانية باتت أكثر قسوة في الوقت الذي يواجه فيه المدنيون نقصًا حادًا في المواد الأساسية مثل الطعام والماء والدواء.

وفي مقابلة مع الصحيفة، قالت فادية ناصر، وهي أرملة فلسطينية، إنها لم تتناول سوى شطيرة من الأعشاب في وجبة الإفطار، وطماطم تتقاسمها مع ابنتها في وجبة الغداء خلال الأسابيع الأخيرة بسبب نقص الغذاء.

وأضاف سعيد لولو، الذي يعيش في أحد مخيمات جنوب غزة، أنه يعاني من مرض في الكلى لكنه لا يستطيع الحصول على المياه النظيفة التي يحتاجها بسبب تدمير شبكات المياه والصرف الصحي.

الإدانات الدولية والمطالب بوقف إطلاق النار

أكدت الصحيفة أن إسرائيل تبرر عملياتها العسكرية في غزة بالقول إن هدفها هو استهداف حركة حماس، وتزعم أنها تبذل قصارى جهدها لتقليل الخسائر في أرواح المدنيين.

إلا أن الوضع الإنساني المتدهور بشكل متسارع دفع الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية إلى إدانة ما وصفته بـ “العدوان الإسرائيلي” على قطاع غزة، مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الإنسانية والتدخل لإيقاف الحرب.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن علا معين، من سكان بيت لاهيا في شمال غزة، قولها إنها تخشى الخروج بسبب الغارات الجوية المتواصلة، لكنها لا تجد خيارًا سوى الخروج للبحث في الصيدليات عن كريمات الحروق ومسكنات الألم لابن أخيها الذي تعرض للإصابة في غارة جوية إسرائيلية في أكتوبر.

دعوات للضغط من أجل وقف إطلاق النار

مع تصاعد المعاناة في غزة، تتزايد الدعوات من المنظمات الإنسانية والإقليمية لإيجاد حل سياسي يفضي إلى وقف إطلاق النار، لا يزال الوسطاء الدوليون يبذلون جهودهم لتأمين اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، لكن الوضع على الأرض يزداد تعقيدًا في ظل استمرار القصف وتفاقم الأزمة الإنسانية.

يظل الوضع في غزة يثير القلق البالغ في المجتمع الدولي، حيث تتصاعد الإدانة تجاه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وتدعو المنظمات الإنسانية إلى تدخل عاجل لإنقاذ الأرواح وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين المتضررين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى