توقعات أسعار الذهب في 2025.. تأثير خفض الفائدة الأمريكية على المعدن الأصفر
كتب- علي سيد
يتوقع أن يواجه الذهب تغيرات كبيرة في عام 2025 نتيجة لعدة عوامل اقتصادية عالمية، أبرزها السياسات النقدية للبنوك المركزية، بما في ذلك الفيدرالي الأمريكي، فضلاً عن التوترات الجيوسياسية واحتمالات الركود الاقتصادي.
اقرأ أيضا.. بورصة سبائك الذهب.. أسعار عيار 24 و21 في 28 ديسمبر 2024
وتشير التوقعات إلى أن المعدن الأصفر قد يشهد تقلبات في الأسعار، إلا أن بعض العوامل قد تدعمه خلال العام المقبل، مما يعزز الطلب عليه كأصل آمن.
التأثيرات المتوقعة لخفض الفائدة على أسعار الذهب
تتوقع بنوك مركزية أن يشهد الذهب زيادة في الطلب خلال الربع الثاني من 2025، مدفوعًا بتقلبات اقتصادية ومالية قد تدفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الأصول الآمنة.
ومن أبرز هذه العوامل خفض أسعار الفائدة، الذي قد يساهم في تعزيز جاذبية الذهب، حيث تشير بعض التقارير إلى أن البنوك المركزية ستواصل سياسات التيسير الكمي، مما يعني انخفاضًا إضافيًا في أسعار الفائدة، وهو ما يعزز قيمة الذهب كتحوط ضد تآكل القوة الشرائية للعملات.
من جهة أخرى، تتوقع مؤسسة “جولدمان ساكس” أن يصل سعر أونصة الذهب إلى حوالي 2900 دولار بنهاية 2024، وهو ما يشير إلى احتمالية استمرار ارتفاع الأسعار في 2025 إذا استمرت هذه السياسات.
العوامل الضاغطة على الذهب
على الرغم من هذه التوقعات الإيجابية، تواجه أسعار الذهب بعض التحديات. من أبرز هذه التحديات هو قرار الفيدرالي الأمريكي بخصوص خفض أسعار الفائدة، فقد أعلن الفيدرالي مؤخرًا أنه سينفذ خفضًا في الفائدة في 2025 بمعدل مرتين فقط، بدلاً من أربعة مرات كما كان متوقعًا سابقًا، هذا القرار قد يضغط على الذهب، حيث يقلل من جاذبيته مقارنة بالاستثمارات الأخرى التي تقدم عوائد مرتفعة.
كما أن قوة الدولار الأمريكي في المستقبل، لا سيما في ظل سياسات الحكومة الأمريكية تحت قيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، قد تجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الأجانب، مما يقلل من الطلب على المعدن الأصفر.
توقعات الأسعار لعام 2025
بشكل عام، يتوقع المحللون أن ترتفع أسعار الذهب في 2025، ولكن درجة الزيادة ستعتمد على كيفية تفاعل عدة عوامل اقتصادية، خاصةً ما يتعلق بالتضخم وقرارات البنوك المركزية.
بعض المحللين يعتقدون أن أسعار الذهب قد تصل إلى 3000 دولار للأونصة في حال استمر التضخم في الارتفاع، بينما يفضل آخرون التزام الحذر في تقديم توقعات متفائلة بشكل مبالغ فيه.
شهد الذهب انخفاضًا في قيمته خلال تداولات الأسبوع الماضي، رغم ارتفاعه في بعض الجلسات بدعم من تراجع الدولار الأمريكي، ومع ذلك، فإن توقعات البنك الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل كانت كافية لدفع الذهب إلى التراجع، حيث سجل سعر أونصة الذهب انخفاضًا بنسبة 1%، ليصل إلى 2583 دولارًا، بعد أن كان قد افتتح الأسبوع عند 2648 دولارًا.
بينما تشير بعض التوقعات إلى احتمالية وصول أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية في عام 2025، يبقى عدم اليقين والتقلبات الاقتصادية عاملين رئيسيين في تحديد اتجاه السوق، وفي ظل هذا الغموض، يبقى الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين الباحثين عن استقرار في أوقات الاضطراب الاقتصادي.