عندما تقود “التفاهة” العالم يكون مصير صاحبها الشهرة والمال.. قصة خابى لامى
الإثنين, 30 ديسمبر, 2024 , 4:51 م
كتب: على طه
اشتهر بمقاطع الفيديو الكوميدية التي ينتقد فيها التعقيد غير الضروري في المهام اليومية، مستخدمًا الإيماءات الصامتة التي لاقت قبولًا عالميًا، فى تعليق عن قصته بأحد مواقع التواصل، نشر أحد الرواد سردية قال فيها: “لما تكون التفاهة تقود العالم يكون هذا هو مصير صاحبها الشهرة والمال”.
وتجسد قصة خابى لامى كثير من المعانى السابقة حيث تمتلك عناصر الفقر والتفاهة، والشهرة والمال، والعامل المشترك فى كل ما سبق هو: “وسائل التواصل الاجتماعى” وروادها التاف…….هون.
القصة وما فيها
في 9 مارس 2000 ولد السنغالى خابى لام، أو لامى كما اشتهر، وانتقل مع عائلته إلى إيطاليا بعمر عام واحد، حيث نشأ في شيفاسو.
في عمر العشرين، كان الشاب الأسود لامي يعمل في مصنع بأجر زهيد يعادل الحد الأدنى للأجور. ولكن بعد عامين فقط، أصبح أكثر الأشخاص متابعة على منصة “تيك توك TikTok”، يكسب ما يصل إلى 750,000 دولار لكل منشور.
رحلة خابي لم تكن عادية، بل كانت مليئة بالتحولات والمفاجآت.
بدأ لامى مسيرته على “تيك توك TikTok” في مارس 2020 بعد أنفقد وظيفته أثناء الإغلاق، بسبب جائحة كوفيد-19، وبدلًا من الاستسلام، لجأ إلى بث فيديوهات قصيرة على منصة “تيك توك”.
بدأ بنشر مقاطع فيديو يسخر فيها من الحيل اليومية المعقدة، مقدّمًا حلولًا بسيطة وصامتة.
وعلى الرغم من عدم تحدثه في مقاطعه، كانت رسائله تصل إلى الجميع بمفهوم عالمي.
وفي يونيو 2022، وصل إلى قمة المنصة مع 142.8 مليون متابع.بسبب تفشى كورونا عالميا – وسرعان ما جذب الانتباه بفضل الأسلوب الذى انتهجه فى التواصل.
بحلول أبريل 2021، أصبح أكثر “تيك توكر” إيطالي متابعة، متجاوزًا جيانلوكا فاتشي، وبحلول يوليو 2021، تصدّر قائمة أكثر الحسابات متابعة عالميًا بأكثر من 140 مليون متابع على “تيك توك TikTok” و78 مليون على “انستجرام”.
التشكيك والكراهية
ومع نجاحه الكبير، واجه خابي موجة من التشكيك والكراهية، حيث تساءل الكثيرون عن سر شهرته، واعتبروه غير مستحق للنجاح لأنه “لم يبذل جهدًا كبيرًا”، وقارنه البعض بمبدعين آخرين عملوا بجد أكبر لكنهم لم يحققوا نفس الشهرة.
هل كان ذلك النقد عادلًا؟
.. نشر لامى على “انستجرام” منشورا يعبّر فيه عن موقف مناهض للعنصرية، مما أثار جدلًا واسعًا، وفقد بعده بعض المتابعين وواجه اتهامات بأنه “يدخل السياسة”. لكنه رد بهدوء قائلاً: “أنا لا أهتم بالأرقام؛ ما يهمني هو قلوبكم”.
وبعد فترة وجيزة، عاد خابي إلى دائرة الجدل بسبب مقاطع قديمة اتُهم فيها بالتحيز الجنسي، وعلى الرغم من الانتقادات، لم تتأثر شهرته بل زادت، حيث بدأ الجدل يجذب المزيد من الاهتمام لحسابه.
رحلة الهبوط
ولاحقًا، فقد خابي مكانته كأكثر الحسابات متابعة لصالح تشارلي داميليو. ومع اقتراب الأرقام بينهما، بدأت حرب بين معجبي الطرفين، مما ساعد خابي على استعادة الصدارة لفترة قصيرة.
لكن مع مرور الوقت، بدأت شعبيته بالتراجع مرة أخرى.
وانخفض نشاط خابي بشكل ملحوظ، من نشر 6 إلى 7 مقاطع يوميًا إلى مقطع أو مقطعين أسبوعيًا، أغلبها إعلانات.
شعر المتابعون بخيبة أمل، وقال البعض إنه كان مجرد وسيلة للتفوق على تشارلي وليس لأنه مضحك حقًا.
.. والآن ؟!
والآن يُركّز خابي لامي على بناء مسيرته في عالم الأفلام والتلفزيون، حسب تصريحاته، لكن يبرز السؤال: هل تراجع بالفعل عن الأضواء، أم أنه فقط يغيّر أهدافه؟.
الزمن سيكشف إن كان لامى سيعود للصدارة أم سيبني نجاحًا جديدًا في مجالات أخرى.