ما بعد اتصال عبد العاطى بالشيبانى.. هل يمكن أن تقوم علاقات حقيقية بين مصر وحكام سوريا الجدد؟
كتب: على طه
تحفظات برلمانية وانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي تبعت الإعلان عن الاتصال الهاتفى الذى جرى بين وزير الخارجية بدر عبد العاطي ونظيره السوري في الحكومة الانتقالية أسعد الشيباني قبل يومين، ما أثار تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل اعتراضات سابقة على ظهور محمود فتحي، فى صورة مع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، وفتحى متهم محكوم عليه بالإعدام في قضية مقتل، المستشار هشام بركات، النائب العام الأسبق، عام 2015 .
التحفظات
هذه المواقف والتحفظات، قد تصبح موضوعاً للنقاش في المستقبل القريب، فى الشارع المصرى، تتراوح بين الرفض المبنى على مواقف سابقة، لما حدث فى سوريا، ومن الفصائل المصنفة بالإرهابية والتى وصلت إلى حكم سوريا، وعلى الجانب الآخر القبول على أساس الأمر الواقع، وتقليل خسائر “التشرذم العربى، إلى أقل حد ممكن.
يرى السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق في تصريحات صحفية أن «الكرة في ملعب الجانب السوري لتحديد ما إذا كان سيرتكب خطوة تهدم العلاقات أم يعززها».
وأضاف العرابى أن مصر أظهرت حسن النية من خلال الاتصال، وأنه يعتمد على سوريا لتحديد موقفها.
عقبات في مسار التقارب
وفى ذات السياق اعتبر المحلل السياسي المصري الدكتور عمرو الشوبكي أن العقبات في مسار التقارب بين البلدين يمكن تجاوزها من خلال التواصل المباشر، مستشهداً بتجارب حل الملفات العالقة بين مصر وتركيا. وقال إن التعاون لن يتم إلا بشرط احترام عدم التدخل في الشؤون المصرية.
وجرى الاتصال بين عبد العاطي والشيباني مساء الثلاثاء الماضى، حيث أكد خلاله عبد العاطى على دعم مصر الكامل للشعب السوري وتطلعاته المشروعة، داعياً جميع الأطراف السورية للحفاظ على المؤسسات الوطنية ووحدة الأراضي السورية، ومشددا على ضرورة تبني عملية سياسية شاملة تعكس التنوع السوري وتضمن استقرار المنطقة.
كما أكدت وزارة الخارجية المصرية على استمرار التواصل بين الوزيرين في الفترة المقبلة، دون الإشارة إلى تعاون مشترك.
وكان برلمانيون قد أبدوا تحفظهم على الاتصال الهاتفي، وعبّر البعض عن ذلك عبر حساباتهم على مواقع “التواصل” فيما لفت البعض إلى البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية لم يغير موقف مصر المبدئي تجاه سوريا، بما في ذلك موقفها من بشار الأسد والشيباني.
الشيبانى سعيد
ومن جانبه أعرب الشيباني عن سعادته بالاتصال، مع وزير الخارجية بدر عبد العاطى، معتبراً أن مصر وسوريا تجمعهما علاقة تاريخية ومصير مشترك، وأكد على أهمية بناء علاقات استراتيجية قائمة على احترام السيادة.
السفير العرابي يرى أن مصر تتعامل مع الإدارة السورية الجديدة وفقاً لمحدداتها، مشيراً إلى أن الاتصال كان خطوة مدروسة تهدف إلى الاستقرار، وأن التعامل مع القضايا العالقة يتطلب مزيداً من الحذر، خصوصاً فيما يتعلق بالأشخاص المدانين في قضايا إرهاب.
وتعليقاً على ظهور بعض المتهمين بالإرهاب في محيط الإدارة السورية الجديدة، أكد العرابي أن هذه قضايا ستثار، ويجب أن تسعى سوريا لإظهار حسن نيتها إذا أرادت تعزيز العلاقات مع مصر.
العلاقات السورية مع إيران
وفيما يتعلق بالعلاقات السورية مع إيران، أكد الخبير الاستراتيجي السوري عبد الله الأسعد أن هناك حاجة لتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى توترات بين مصر وسوريا، محذراً من السيطرة الإيرانية على الوضع السوري.
ورغم بعض المخاوف والتحفظات، يعتقد العديد من الخبراء أن مصر ستواصل التواصل مع سوريا، وأن هذا التواصل قد يسهم في حل القضايا العالقة، بشرط احترام السيادة وتجنب التدخلات الخارجية.
طالع المزيد: