زلزال إثيوبيا.. عمليات إجلاء وخطر انهيارات أرضية يهدد آلاف السكان

كتب- محمد علي

شهدت مدينة أبومسا وسط إثيوبيا زلزالاً بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر صباح السبت، ما أثار حالة طوارئ وسط السلطات المحلية.

الزلزال، الذي وقع على عمق 10 كيلومترات، تسبب في حالة من الذعر بين السكان المحليين ودفع الجهات المختصة لإطلاق عمليات إجلاء شاملة.

وفقاً لهيئة الاتصالات الإثيوبية، تم توجيه فرق إدارة الكوارث إلى 12 منطقة متضررة تضم حوالي 80 ألف نسمة، حيث يخشى من حدوث انهيارات أرضية واسعة النطاق.

نشاط زلزالي متكرر ومخاوف من تصاعد الخطر

تأتي هذه الكارثة في سياق سلسلة من الهزات الأرضية التي شهدتها المناطق الوسطى والشمالية الشرقية من إثيوبيا مؤخراً.

وأوضح خبراء جيولوجيون أن النشاط الزلزالي في المنطقة يتصاعد بشكل ملحوظ، حيث تم تسجيل أكثر من 12 زلزالاً في الأسابيع الماضية، بعضها بلغ شدته 6 درجات على مقياس ريختر.

الزلزال الأخير أعقب هزات طفيفة في منطقة أواش فنتالي، على بعد 230 كيلومتراً من العاصمة أديس أبابا. السكان شعروا بالهزة في العاصمة نفسها، مما أدى إلى انتشار الذعر وتعطيل الأنشطة اليومية.

تصاعدت المخاوف بشكل أكبر بعد ثوران بركان جبل دوفان في المنطقة المتضررة، ما أضاف بعداً جديداً للأزمة المتفاقمة.

أضرار واسعة النطاق في الممتلكات والبنية التحتية

في منطقة أواش فنتالي، التي تُعد الأكثر تضرراً، أفاد السكان المحليون بانهيار أكثر من 30 منزلاً، مما أجبر العديد من العائلات على الفرار إلى مناطق مجاورة بحثاً عن الأمان.

الصحيفة المحلية “أديس ستاندارد” نقلت عن أحد السكان أن الزلازل المتكررة تسببت في أضرار كبيرة بالممتلكات والبنية التحتية، وخاصة في قرية سيجينتو كيبيلي بمنطقة دوليشا، حيث يقع مصنع سكر كيسيم وسد كيسيم.

كما أفادت تقارير محلية أن عدة مدارس تعرضت لأضرار جسيمة، مدرسة أونجايتو الواقعة في حي سابور كيبيلي بمنطقة أواش فنتالي تعطلت فيها العملية التعليمية بعد أن تعرضت مبانيها للتدمير.

قلق من تأثير الكارثة على السدود

مع استمرار النشاط الزلزالي، أبدى خبراء قلقهم من تأثير هذه الكوارث على البنية التحتية الحساسة، بما في ذلك سد النهضة.

ورغم تطمينات الخبراء بأن سكان المناطق العليا للسد في أمان، فإن المخاوف مستمرة بشأن تأثير الزلازل على المناطق المجاورة، خاصة في السودان.

توقعات بتصاعد النشاط الزلزالي

أستاذ جيولوجيا إثيوبي أكد في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن النشاط الزلزالي قد يكون مقدمة لأحداث أكبر، مشيراً إلى أن عام 2024 شهد 90 زلزالاً بينما سجلت بداية 2025 بالفعل 29 زلزالاً.

وأشار إلى احتمال تصاعد النشاط البركاني في منطقة فنتالي المكتظة بالسكان، ما قد يزيد من تعقيد الوضع.

السلطات المحلية تواصل جهودها لإجلاء السكان من المناطق المهددة، مع تحذيرات من استمرار النشاط الزلزالي واحتمال وقوع كوارث طبيعية إضافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى