شريف عبد القادر يكتب: الملك فيصل وديليسبس وترامب!
بيان
(1)
تم اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)، ملك المملكة العربية السعودية. فالملك فيصل دعم مصر وسوريا أثناء حرب أكتوبر 1973، وخاصة الدعم البترولي، كما قام بحظر تصدير البترول إلى أمريكا وأوروبا الغربية، وبتلغيم جميع آبار البترول في المملكة العربية السعودية تحسباً لأي محاولة من أمريكا للتحرك عسكرياً للسيطرة على هذه الآبار، حيث أعلن أنه في حال حدوث ذلك سيقوم بتفجير جميع الآبار.
وإن كان هذا الحظر قد تسبب في رفع سعر برميل البترول من أربعة دولارات إلى أربعين دولاراً، فإن الموقف البطولي للملك فيصل أصاب الصهاينة والأمريكان بالجنون، فأعدوا العدة لاغتياله. لتنفيذ مخططهم القذر، قاموا بتجنيد ابن شقيقه الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود، الذي كان يدرس بجامعة سان فرانسيسكو بأمريكا، عبر فتاة أمريكية صادقته.
ونظراً لأنه ابن شقيق الملك فيصل، وكان يسيراً دخوله إلى مقر الملك ومقابلته في أي وقت، فقد أقنعوه، وغالباً كان لديهم معلومات وصور عن انحطاطه الأخلاقي، مما أجبره على تنفيذ طلبهم بقتل عمه الملك فيصل. وبالفعل، قام في 25 مارس 1975 بإطلاق الرصاص على عمه الملك فيصل أثناء استقباله وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي في مكتبه بالديوان الملكي، لينفذ للصهيونية الأمريكية انتقامها من الملك فيصل العروبي، الذي ساند الحق العربي بكل جسارة.
وهذا الأسلوب القذر في التجنيد تستخدمه الصهيونية الأمريكية وذيولها بطرق مختلفة منذ عقود وحتى الآن. لعنة الله عليهم وعلى من يستجيبون لتجنيدهم.
(2)
عاد الحديث عن مطالبة البعض بإعادة تمثال ديليسبس إلى قاعدته في بورسعيد. والحقيقة، فهو مطلب استفزازي ومرفوض؛ لأن المطالبين بذلك تجاهلوا أن العمال المصريين هم الذين حفروا قناة السويس وتم تشغيلهم بالسخرة لحفرها، ومات الآلاف منهم أثناء الحفر، خاصة عند بداية التحام مياه البحرين الأحمر والأبيض.
ديليسبس كان صاحب الفكرة التي وافق عليها الخديوي، لكن المصريين هم من نفذوها، ومات منهم كثيرون، ويستحقون إقامة تمثال لهم يعبر عن تضحياتهم، يوضع على قاعدة تمثال ديليسبس المخلوع بأمر الشعب عقب العدوان الثلاثي. إن وضع تمثال بحجم التمثال المخلوع أمر مشرف وسيضيف معلومة كانت غائبة عن بحارة السفن العابرة للقناة.
وقد نُشر لي هذا الطلب في أبواب القراء منذ أكثر من عشرين عاماً، عندما قرأت عن مطالبة البعض بإعادة تمثال ديليسبس إلى قاعدته. يبدو أن ديليسبس له مريدون وأعضاء في الطريقة الديليسبسية.
(3)
تصريحات ترامب بعد فوزه برئاسة أمريكا غير طبيعية؛ فبرغم الإجرام الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، يصرح بأن مساحة إسرائيل صغيرة وتحتاج إلى التوسع. ولا أعرف لماذا لا يستقدمها إلى الولايات المتحدة الأمريكية الواسعة، ليصبح الشرق الأوسط نظيفاً وخالياً من الخنازير.
حتى حرب الإبادة التي يمارسها الكيان الخنزيري على أهل غزة، فبدلاً من أن يطالبهم بإيقاف إجرامهم المستمر لأكثر من عام، راح يصرح بأنه سيشعل الشرق الأوسط ما لم يفرج عن الرهائن لدى حماس قبل تنصيبه رئيساً. ثم يصرح بضرورة ضم المكسيك وكندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم كرر التصريح بضم كندا فقط. كذلك صرح بنيته أن تصبح قناة بنما تحت الإدارة الأمريكية، وصرح بضرورة شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك.
ربما بعد تنصيبه رئيساً لأمريكا سيطالب بضم دول العالم إليها. والغريب أنه، مثل سابقيه، لم يفكر في إغلاق سجن غوانتنامو الأمريكي في الجزيرة الواقعة خارج الولايات المتحدة. غالباً بعد تنصيبه رئيساً سيكرر ما سبق أن قرره في ولايته الأولى بفرض أعباء مالية باهظة على الاتحاد الأوروبي نظير حمايتهم.
تصريحاته عقب فوزه تدفعني إلى تقمص شخصية أحد أولئك الذين يصدعوننا بتوقعاتهم على السوشيال ميديا بأنه لن يتم تنصيبه رئيساً لأمريكا بناءً على حكم قضائي يدينه، أو أن جماعات ستتظاهر وتقف أمام مكان تنصيبه لمنعه من الدخول.
إن الديمقراطية الأمريكية والغربية استثمارية وإجرامية، وبكل تبجح تدعي الفضيلة، مع الاعتذار لأبلة فضيلة، إحدى رائدات الإذاعة المصرية.