إسرائيل تواصل التوغل فى الجنوب السوري.. تحديات الإدارة الجديدة فى دمشق
كتب: المحرر السياسى
خلال الساعات الأخيرة تناولت تقارير صحفية عربية وإسرائيلية، تفاصيل التوسع العسكري الإسرائيلي في جنوب سوريا، دون عائق يردعها أو على الأقل يكبح جماحها، لا سيما في ظل تحديات الإدارة الجديدة في دمشق.
ومع غياب ردود الفعل النارية أو الأمنية من النظام الحاكم فى سوريا الآن والمن يسانده من ميليشيات عسكرية، تثار تساؤلات حول استعداد الأطراف السورية للرد، أو حتى إمكانية تفاوض إسرائيل مع الإدارة الجديدة.
وعلى نطاق مواز يثير تحرك إسرائيل على المحور السورى تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في المنطقة وديناميكيات العلاقات الإقليمية.
الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في جنوب سوريا
ويشير أحدث إعلان سورى فى هذا الشأن، إلى أن إسرائيل تواصل تعزيز وجودها العسكري في المناطق الجنوبية من سوريا، حيث يتمركز الجيش الإسرائيلى فى غرب محافظة القنيطرة، ومحيطها، ويحتل مبنى محافظة القنيطرة، وفى ذات الوقت يقوم بشق طريق من الحدود باتجاه نقطة الدريعات العسكرية جنوبى سوريا، مدمرا فى طريقه البنية التحتية، وتجريف الزراعات والتخريب، ووضع متاريسه .
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد قبل حوالى الشهر نفذ الجيش الإسرائيلى توغلاته على الشريط الحدودى بين القنيطرة والجولان المحتل، كما تتمركز فى أجزاء من قمة جبل الشيخ الاستيراتيجية التى تطل على 4 دول هى: الأردن ولبنان والعراق، وبالطبع سوريا والجولان.
الهدف المعلن
وتأتى تحركات إسرائيل بهدف معلن فى وسائل الإعلام الإسرائيلية، وهو التركيز على إنشاء منطقة عازلة استراتيجية، فى نطاق عملياتى تبلغ 15 كيلو متر فى العمق السورى، و 60 كيلو متر كنطاق استخباراتى يسمح لطائرات الكيان الصهيونى بالتحليق فوق دمشق، متذرعة سياسيا بوجود فراغ أمنى فى سوريا، وكهدف عسكرى منع مسلحين من الدخول أو استهداف أراضى إسرائيل فى الجولان أو العمق الإسرائيلى بصواريخ المقاومة.
خطط إسرائيل الاستراتيجية
وبالطبع تسعى إسرائيل إلى تغيير الوضع الراهن عبر تعزيز سيطرتها النهائية على مرتفعات الجولان المحتلة لتضمها بشكل نهائى إلى حدودها الجديدة بينما تبدأ التفاوض على المناطق الإضافية والأراضى التى ضمتها بعد سقوط نظام بشار، وليس كما تخرج التصريحات الإسرائيلية التى تزعم أن وجودها في سوريا مؤقت ويهدف إلى تحقيق أهداف استراتيجية محددة، بينما تعكس حقيقة التحركات الإسرائيلية على الأرض إلى غياب النية لتحقيق تسويات مع دمشق، ناهيك عن غنى المنطقة بمصادر المياه والزراعات، وغيرها.
ويأتى تأثير هذه العمليات العسكرية على السكان المحليين، فى شكل تهجير قسري للسكان في بعض القرى مثل مزارع الفتيان والروابي.
تحديات دمشق
وتتزامن هذه التحركات الإسرائيلية مع التحديات التي تواجه دمشق تحديات داخلية تتمثل في استعادة السيطرة والاستقرار، وبالتالى تعوق هذه النزاعات الداخلية في سوريا قدرة الإدارة الجديدة على تحقيق الاستقرار، وتخلق واقعاً معقداً يعكس تقاطع مصالحها مع التحديات الإقليمية، وتحديات الخارج وضغوطها.
وما يزال السوريون يدفعون الثمن سواء اللاجئين أو النازحين فى الداخل، أو حتى المستقرين نسبيا، ويحدث هذا على خلفية حديث عن احتمال الوصول إلى تفاهمات بين الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل بشأن الوضع في جنوب سوريا، ظهور محور سني بقيادة تركيا يزيد من تعقيد الديناميكيات الإقليمية، مما يثير مخاوف إسرائيل بشأن مواجهة محتملة.
طالع المزيد: