“شقة يعقوب وراشيل” فيلم إسرائيلى نموذجى لتزييف تاريخ فلسطين.. شاهد

كتب: عاطف عبد الغنى

نشر حساب وزارة الخارجية الإسرائيلية فيديو قصير حصد أكثر من مليون مشاهدة، يروّج فيه لرواية إسرائيلية مزيفة عن تاريخ فلسطين.

يعرض الفيديو ببساطة أن فلسطين هي “أرض اليهود” الأصلية (بيتهم)، وأنها شهدت عبر التاريخ صراعات مع إمبراطوريات وشعوب أخرى عاشت على هذه الأرض، قبل أن يقضي الجميع على أنفسهم.

والفيلم القصير الذى يحمل عنوان: “يعقوب وراشيل.. أرض إسرائيل” يصور زوجين وانهما الوليد فى شقتهما، لا يهنآن بالعيش بسبب الضيوف الثقال الذين يحلون عليهم، طامعين فى الاستيلاء على بيتهم ، حسب الفيلم.

وهؤلاء الضيوف يرمزون للشعوب والدول التى غزت أرض فلسطين على مر التاريخ، بداية من 722 قبل الميلاد، كما يصور الفيلم فى إشارة رمزية للاحتلال الأشورى لفلسطين، ويمضى ليشير رمزيا إلى الحقب التاريخية المختلفة، بادعاء أن المحتلين وفدوا على أرض فلسطين (شقة يعقوب وراشيل) للاستيلاء عليها، بينما الأخيرين هم السكان الأصيلين لها، إلى أن يأتى جنرال بريطاني يمنح يعقوب وراشيل “صك الملكية” في إشارة إلى وعد بلفور.

ولا يكاد يفرح يعقوب وراشيل بالاعتراف البريطانى الرسمى، حتى يأتى الفلسطينيون في نهاية الفيديو وكأنهم وافدون لاحقًا، فى صورة رجل وامرأة يطرقان باب شقة أو بيت “راشيل ويعقوب”، وهنا ينتهى الفيلم.

الفيديو من إنتاج وزارة الخارجية الإسرائيلية، ويبدو للبعض سطحيًا أو تافهًا، لكنه يخدم غرضًا محددًا وهو التأثير على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة غير العرب، الذين ليس لديهم معرفة عميقة بالقضية الفلسطينية.

والفيديو يوجه رسالته بشكل مدروس إلى هذه الفئة، بينما يبقى دور الإعلام العربي ضعيفًا في مواجهة مثل هذه الحملات الدعائية.

الفيديو:

وتوظف إسرائيل الميديا الحديثة بذكاء بالغ كجزء من أدواتها لنشر الأفكار الصهيونية، حيث تعتمد على مخاطبة الجماهير الدولية بلغات متعددة وبأساليب مبسطة تجذب الانتباه، وتعيد تشكيل التاريخ بما يخدم مصالحها.

كما تستخدم استراتيجيات تستهدف الأجيال الشابة من خلال منصات مثل يوتيوب، إنستغرام، وتيك توك، وتُنتج محتوى يتناسب مع طبيعة هذه الوسائل من حيث الإيجاز والتأثير العاطفي.

وفي المقابل، تظل الجهود الإعلامية العربية بحاجة إلى تطوير استراتيجيات مماثلة لمواجهة هذه الحملات الدعائية.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى