الصحة العالمية ترحب بوقف إطلاق النار في غزة
وكالات
رحبت منظمة الصحة العالمية بإعلان وقف إطلاق النار في غزة، معبرة عن أملها في أن يتم الالتزام بالاتفاق بشكل كامل من جميع الأطراف.
اقرأ أيضا.. جهود حثيثة من الوسطاء لبدء مرحلة الهدوء الميداني قبيل تنفيذ اتفاق غزة
جاء ذلك على لسان الدكتور ريك بيبركورن، ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف.
بيبركورن أكد أن المنظمة ترى في هذا الاتفاق فرصة للعمل نحو تحقيق السلام الدائم في المنطقة، في وقت تشهد فيه غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية.
وأوضح بيبركورن أن الوضع الصحي في غزة قد شهد تدهورًا خطيرًا، مع ارتفاع أعداد القتلى والجرحى، منذ بداية النزاع، قُتل أكثر من 46,000 شخص، وأصيب أكثر من 110,000 آخرين.
نصف مستشفيات غزة، البالغ عددها 36 مستشفى، توقفت عن العمل، فيما تواجه 25% من الإصابات خطر التسبب بإعاقات دائمة، إضافة إلى ذلك، تواجه المنطقة خطر المجاعة بسبب نقص الغذاء والمستلزمات الأساسية.
كما أشار إلى أن النظام الصحي في غزة يعاني من انهيار شبه كامل، مع استمرار الهجمات على المنشآت الصحية والتي تسببت في مقتل العديد من العاملين في المجال الطبي.
ورغم الترحيب بالإعلان عن وقف إطلاق النار، أشار بيبركورن إلى أن التحديات التي ستواجهها منظمة الصحة العالمية والشركاء في استعادة النظام الصحي في غزة هائلة، ستكون مهمة تلبية الاحتياجات الطارئة وإعادة بناء النظام الصحي معقدة للغاية في ظل القيود الأمنية والسياسية التي تواجه وصول المساعدات.
منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع شركائها، على استعداد لدعم النظام الصحي في غزة، تعمل المنظمة على توسيع نطاق عملياتها لتلبية الاحتياجات العاجلة، بما في ذلك توفير الإمدادات الطبية الحيوية والتنسيق مع الجهات المعنية لضمان وصول المساعدات بشكل آمن وفعال.
وأضاف بيبركورن أن المنظمة تطالب بتوفير بيئة آمنة تسهم في تسريع تدفق المساعدات الإنسانية، وأكد على أهمية إزالة جميع العقبات الأمنية والسياسية التي تعرقل إيصال المساعدات إلى السكان في غزة، بما في ذلك ضمان حرية التنقل للسكان والمساعدات الإنسانية.
وأوضح أن خطة منظمة الصحة العالمية لمواجهة الأزمة تشمل تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، وتعزيز القدرة على تقديم الخدمات الطبية في مناطق تعاني من نقص شديد.
كما شدد على أهمية توفير التمويل الكافي من المجتمع الدولي لدعم جهود التعافي المبكر، مشيرًا إلى أن أكثر من 10 مليار دولار ستكون ضرورية لتحقيق الأهداف الإنسانية المتمثلة في استعادة النظام الصحي.
كما تطرقت المنظمة إلى ضرورة إصلاح البنية التحتية الصحية في غزة، بما في ذلك إعادة تأهيل المستشفيات المتضررة وتوفير المواد الأساسية لإصلاح المرافق الصحية.
بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك تركيز على مكافحة سوء التغذية وتحسين خدمات الصحة العامة من خلال تعزيز أنظمة مراقبة الأمراض وتوسيع حملات التحصين ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
من جهة أخرى، أكدت المنظمة أن عمليات الإجلاء الطبي تظل بطيئة للغاية، وعلى الرغم من تقديم أكثر من 1200 طلب لإجلاء مرضى إلى الخارج، تمت الموافقة على إجلاء 29 مريضًا فقط، مما يعكس حجم التحديات التي تواجه النظام الصحي في غزة.
في الختام، دعت منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة تكاتف المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم للأوضاع الإنسانية في غزة، والعمل على إزالة المعوقات التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعال.