حرائق لوس أنجلوس تؤدي إلى ارتفاع أسعار العقارات وتفاقم أزمة تكاليف المعيشة

وكالات

تواجه مدينة لوس أنجلوس تحديات اقتصادية جديدة بعد سلسلة من الحرائق المدمرة التي اجتاحت المنطقة، وأثرت بشكل كبير على سوق الإسكان وارتفاع تكاليف المعيشة في ولاية كاليفورنيا.

اقرأ أيضا.. حرائق لوس أنجلوس.. تحذيرات عاجلة لـ 85 ألف شخص بإخلاء منازلهم

الخبراء في القطاع العقاري حذروا من أن الأوضاع ستزداد سوءًا مع تصاعد الأزمة، مما قد يؤدي إلى زيادة هائلة في أسعار العقارات ويجبر العديد من السكان على مغادرة المدينة بشكل دائم.

تداعيات الحرائق على سوق العقارات

منذ بداية عام 2025، تعرضت أجزاء واسعة من جنوب كاليفورنيا للدمار نتيجة الحرائق الضخمة التي أودت بحياة العديد من المنازل والمباني السكنية، فبحسب التقارير، دمرت الحرائق ما يزيد عن 40,000 فدان من الأراضي، بما في ذلك آلاف المنازل، مما أسفر عن تشريد آلاف الأشخاص، هذه الكارثة الطبيعية تضع ضغطًا كبيرًا على سوق الإسكان في لوس أنجلوس، التي تعد من أغلى أسواق العقارات في الولايات المتحدة.

ارتفاع الأسعار في هذه المدينة كان واضحًا حتى قبل الحرائق، ومع هذا الدمار الهائل، يتوقع الخبراء أن تزداد الأسعار بشكل غير مسبوق، فبينما يتسارع الطلب على المساكن، يواجه السوق نقصًا في المعروض من الوحدات السكنية، مما يفاقم الأزمة.

الضغوط على المواطنين والاقتصاد المحلي

تستمر الحرائق في التأثير على حياة المواطنين، حيث يواجه العديد منهم صعوبة متزايدة في العثور على أماكن سكنية جديدة.

أصبحت لوس أنجلوس واحدة من أكثر الأسواق العقارية تكلفة في البلاد، مما جعل حلم امتلاك منزل أمرًا بعيد المنال بالنسبة للكثيرين، خاصة أولئك الذين يتقاضون رواتب قريبة من المتوسط المحلي.

ديريل فيرويثير، كبير الاقتصاديين في شركة “ريدفين” العقارية، أشار إلى أن الأزمة ستتفاقم إذا لم يتم تسريع بناء المنازل الجديدة في المنطقة.

وقال إن الناس الذين كانوا يعانون بالفعل من الارتفاعات المستمرة في أسعار العقارات سيواجهون صعوبة أكبر في شراء المنازل أو حتى تأمين مكان للإقامة بسبب زيادة الطلب على المنازل بعد تدمير آلاف الوحدات السكنية.

تأثير الحرائق على حجم العرض في السوق العقاري

في وقت سابق من العام، كانت لوس أنجلوس تحتوي على حوالي 80 ألف شقة للإيجار و5,000 منزل معروض للبيع في ديسمبر 2024، ولكن مع تدمير أكثر من 12,000 منزل بسبب الحرائق في يناير 2025، من المتوقع أن يواجه السوق العقاري زيادة هائلة في الطلب، مما سيزيد من الضغوط على أسعار الإيجارات والمبيعات.

من المتوقع أن يحتاج حوالي 10,000 أسرة إلى مكان جديد للسكن، وهو ما سيزيد من حالة الاضطراب في السوق العقاري. ومع تزايد أعداد المشردين والعائلات التي فقدت منازلها، يتوقع الخبراء أن يشهد السوق العقاري في لوس أنجلوس ارتفاعًا مستمرًا في الأسعار.

مغادرة السكان لمدينة لوس أنجلوس

مع تصاعد تكاليف المعيشة في لوس أنجلوس وارتفاع أسعار العقارات بشكل غير مسبوق، يتوقع الكثير من المحللين أن تشهد المدينة موجة جديدة من الهجرة، العديد من العائلات، خاصة من ذوي الدخل المتوسط، قد يضطرون إلى مغادرة المدينة بحثًا عن أماكن أقل تكلفة للعيش.

هذه الهجرة المحتملة قد تؤدي إلى تغيير كبير في التركيبة السكانية للمدينة، بالإضافة إلى تحديات اقتصادية أكبر تواجهها ولاية كاليفورنيا في المستقبل القريب.

مع استمرار تزايد التكاليف، يبقى السؤال المطروح: هل ستستطيع لوس أنجلوس التعامل مع هذه الأزمات الاقتصادية المتزايدة أم ستشهد المدينة تحولًا اقتصاديًا بعيدًا عن المركز الحضري الذي لطالما جذب الملايين؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى