المفتي: المساكنة والتحرر ظواهر تطرف فكري تهدد المجتمعات

كتب- محمد سيد

في تصريحاته الأخيرة عبر قناة الناس، أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن المؤسسات الدينية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الأمن الشامل، ليس فقط من الناحية الفكرية، بل أيضًا من الناحية المجتمعية.

اقرأ أيضا.. لمى المفتي تكتب: النداء الأخير للعائدين إلى الوطن

وأوضح مفتي الديار المصرية أن الدور الذي تقوم به هذه المؤسسات لا يقتصر على الترغيب والترهيب أو التبشير والإنذار، بل يمتد ليشمل توضيح الأحكام الشرعية وبيان مقاصد الشريعة، مما يساهم في حماية المجتمع من الانحرافات الفكرية والسلوكية.

التطرف الفكري وأثره على المجتمعات

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن المؤسسات الدينية تتحمل مسؤولية كبيرة في مواجهة الأفكار الشاذة والمصطلحات المتطرفة التي تُفهم بعيدًا عن سياقها الشرعي.

وتابع قائلًا إن هذه الأفكار تؤدي إلى ويلات كبيرة مثل استباحة الأرواح والأعراض، والتطاول على الأموال، مما يساهم في تفكك المجتمعات.

وذكر أن الغلو والتطرف لا يتجسد فقط في التشدد الديني، بل قد يظهر أيضًا في مظاهر أخرى، مثل التطرف الفكري واللاديني، الذي يتجلى في دعوات التحرر من الضوابط الشرعية بزعم أن الدين يقيد الإنسان.

التحرر والمساكنة كأمثلة للتطرف الفكري

في حديثه عن المظاهر الحديثة للتطرف الفكري، شدد الدكتور نظير عياد على أن هناك نوعًا من التطرف الفكري الذي قد يبدو في الظاهر دعوات رحيمة أو تقدمية، لكنها تحمل في طياتها تهديدًا للمجتمع ككل.

وأشار إلى أن من أبرز هذه الدعوات هي دعوات المساكنة والتحرر المطلق، التي تتجاهل الحدود الشرعية وتنادي بإزالة القيود التي وضعها الدين لتنظيم علاقة الإنسان بربه وبالكون من حوله، وقال المفتي: “الدين في جوهره ليس قيدًا على الإنسان، بل هو تنظيم لعلاقته بالعالم”.

وأشار إلى أن هذا النوع من التطرف الفكري قد يكون بمثابة مقدمة لتطرف ديني، حيث يبدأ في المطالبة بحرية مطلقة وبدون حدود، ثم يتحول إلى دعوات تؤدي إلى الانحرافات الدينية والفكرية الخطيرة، وحذر من أن إغفال التعامل مع هذا النوع من التطرف قد يؤدي إلى هلاك المجتمعات، ما يهدد الأمن الفكري والاجتماعي.

دعا الدكتور عياد المؤسسات الدينية إلى التكاتف في مواجهة هذه الظواهر المتطرفة بكافة أشكالها، وأكد أن إغفال التعامل مع الفكر المتطرف، سواء كان دينيًا أو فكريًا، يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة تهدد استقرار المجتمع، وذكر أن المؤسسات الدينية تسعى جاهدة للمحافظة على التوازن الفكري والمجتمعي بما يضمن سلامة البلاد والعباد.

ولفت إلى أن رسالتها تكمن في نشر الوعي الديني السليم وتوضيح مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو ما يساهم في حماية المجتمع من الانحرافات الفكرية التي تهدد بنيانه.

كما أكد مفتي الديار المصرية أن التوازن بين الفهم الصحيح للدين والحفاظ على قيم المجتمع هو السبيل لضمان مستقبل آمن ومستقر، وقال إنه من خلال نشر الوعي وإيضاح المقاصد الحقيقية للشريعة الإسلامية، يمكن الحفاظ على سلامة المجتمع وحمايته من الأفكار المدمرة.

وأوضح أن التطرف الفكري يتطلب مواجهته بنهج علمي وشرعي، مشيرًا إلى ضرورة تفعيل دور المؤسسات الدينية بشكل أكبر في مواجهة هذه الظواهر المتفشية.

في الختام، شدد مفتي الجمهورية على أن الرسالة الدينية يجب أن تظل مستمرة في مواجهة التطرف بكافة أشكاله، والعمل على نشر قيم التسامح والاعتدال والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع، مما يساهم في استقرار البلاد وحمايتها من الانزلاقات الفكرية والسلوكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى