محافظون جدد عينتهم الإدارة الانتقالية في سوريا.. دلالة الاختيارات والتحديات
كتب: أشرف التهامى
تزعم الإدارة الانتقالية السورية، تحت قيادة أحمد الشرع أنها تسعى لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء مؤسسات الدولة.
وفي إطار هذا الزعم، تقوم بتنفيذ عدد من العمليات الأساسية، بما يشمل تفكيك الفصائل المسلحة ودمج عناصرها في أجهزة الأمن، والسعي لتعزيز الشرعية الدولية عبر جهود دبلوماسية، بالإضافة إلى محاولات إعادة تأهيل الاقتصاد المتدهور.
ومن بين الخطوات البارزة للإدارة الانتقالية، التركيز على استقرار الأنظمة الحكومية وتعيين مسؤولين في المناصب القيادية. وخلال الأشهر الماضية، عُيّن محافظون جدد في معظم المحافظات السورية، يحمل العديد منهم توجهات متماشية مع أيديولوجيات هيئة تحرير الشام وأنصار الشرع.
ومع ذلك، يواجه المحافظون الجدد تحديات جسيمة ناجمة عن إرث الحرب الممتد لعقد كامل، والذي خلف وراءه بنية تحتية مدمرة، وأزمة اقتصادية خانقة، فضلاً عن توترات عرقية ودينية شديدة.
الاختيار والتوحهات
اختيار المحافظين يمكن أن يكشف عن التوجه الذي تسعى الإدارة الجديدة إلى تبنيه، سواء كان ذلك في اتجاه المصالحة والاعتدال أو نحو تكريس نظام متشدد ذي ميول متطرفة يضطهد الأقليات.
لكن، تظل المعلومات المتوفرة عن هؤلاء المحافظين شحيحة. فمعظمهم لم يتولوا مناصب عامة بارزة من قبل، وفي بعض الحالات لم يُعلن عن تعيينهم رسميًا. وتعتمد المعلومات المتوفرة عنهم غالبًا على منشورات شبكات التواصل الاجتماعي، مقارنة بالإعلانات الرسمية التي صاحبت تعيين وزراء الحكومة المؤقتة.
إضافة إلى ذلك، تعاني الإدارة الانتقالية من عدم الاستقرار، ما يؤدي إلى تغييرات متكررة في فترة زمنية قصيرة. على سبيل المثال، تم استبدال وزير الداخلية ونقله إلى منصب محافظ بعد أقل من شهرين من تعيينه، مع حدوث تغييرات متكررة للمحافظين في بعض المناطق.
تشير هذه الديناميكية إلى الصعوبات التي تواجهها الإدارة الجديدة في تحقيق التوازن بين التحديات المحلية والدولية، فضلاً عن حاجتها إلى بناء شرعية حقيقية تعكس تطلعات الشعب السوري.
محافظة دمشق
ماهر مروان، 45 عاماً، من مواليد دمشق، حاصل على درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية. انضم إلى صفوف الثوار في عام 2011 (ليس من الواضح إلى أي تنظيم ينتمي) لكنه من المقربين و ووانصار الجولاني قائد هيئة تحرير الشام ،وشغل عدداً من المناصب داخل حكومة الثوار في إدلب.
في عدد من التصريحات بعد تعيينه، قدم مواقف إيجابية للغاية تجاه تركيا، واصفاً إياها بالشريك والحليف الاستراتيجي، وزعم أن شعبي تركيا وسوريا شقيقان.
كما تحدث مروان بشكل إيجابي تجاه إسرائيل، مدعياً أنه يجب إقامة علاقات معها. ومع ذلك، تراجع عن ذلك بعد فترة وجيزة بسبب الغضب الذي أثارته كلماته.
ريف دمشق
عامر الشيخ، 39 عاماً، من بلدة قطنا. والمعروف أيضاً باسم أبو عبيدة. اعتقل الشيخ في الماضي من قبل نظام الأسد وسجن لفترة قصيرة.
بعد وقت قصير من اندلاع الحرب الأهلية، انضم إلى الثوار وعمل في منطقتي دمشق ودرعا في إطار حركة أحرار الشام. وكجزء من أنشطته في التنظيم، شارك أيضاً بشكل فعال في عملية “غصن الزيتون” التي تقودها تركيا ضد القوات الكردية في شمال سوريا. وفي عام 2021، عُين قائداً لحركة أحرار الشام وشغل المنصب حتى سقوط نظام الأسد.
محافظة إدلب
محمد عبد الرحمن (39 عاماً) من بلدة محمبل في محافظة إدلب. ضابط سابق برتبة عقيد في الجيش العربي السوري. انشق عن الجيش عام 2012 وشغل عدة مناصب في الفصائل المسلحة في محافظة إدلب، بما في ذلك جيش الفتح.
شغل عبد الرحمن منصب وزير الداخلية في “حكومة الإنقاذ” في إدلب، وبعد سقوط نظام الأسد عُين وزيراً للداخلية في الحكومة الانتقالية، وشغل منصبه لمدة شهر ونصف فقط قبل أن يعفيه الشرع.
حل عبد الرحمن محل أحمد عيسى الشيخ (52 عاماً) الذي عُين في ديسمبر وكان يقود سابقاً مجموعة صقور الشام المسلحة.
محافظة اللاذقية
شغل محمد عثمان منصب المحافظ في حكومة الإنقاذ في إدلب.
منطقة طرطوس
أحمد الشامي من قرية مهين (محافظة حمص) حاصل على ماجستير في الحقوق، ويبدو أن الشامي شغل عدداً من المناصب الحكومية ضمن “حكومة الإنقاذ”.
محافظة حماة
عبد الرحمن الصهيان، المعروف أيضاً بأبي فراس، لا تتوفر معلومات كثيرة عن الصهيان، لكن يبدو أنه لم يتلق تعليماً رسمياً (حتى أن بعض المصادر تزعم أنه لم يتخرج من المدرسة الثانوية)، وأنه لم يشغل أي مناصب عسكرية أو سياسية مهمة قبل تعيينه.
محافظة حلب
عزام غريب، المعروف بأبو العز. 39 عاماً، من بلدة سراقب في محافظة إدلب. حاصل على شهادتي طب الأسنان والشريعة. غريب هو مسؤول كبير سابق في حركة أحرار الشام وكان حتى وقت قريب قائد الجبهة الشامية (جزء من الجبهة الوطنية للتحرير، التي تعمل تحت مظلة الجيش الوطني السوري(.
اعتقله نظام الأسد من عام 2003 إلى عام 2005، وبعد اندلاع الحرب الأهلية انضم إلى حركة أحرار الشام وأصبح فيما بعد أحد مؤسسي الجبهة الشامية.
محافظة درعا
محمد إبراهيم الزعبي من مدينة عزرا، وهو طبيب شرعي نزح مع عائلته إلى منطقة إدلب أثناء الحرب الأهلية.
محافظة حمص :
الدكتور عبد الرحمن الأعمى، 37 عاماً، من مدينة حمص. الأعمى طبيب بيطري وحاصل على شهادتي إدارة الأعمال وإدارة الموارد البشرية.
قبل تعيينه، شغل منصب وزير التنمية والشؤون الإنسانية في “حكومة الإنقاذ” من عام 2018 إلى عام 2021.
محافظة السويداء
في هذه المرحلة، عينت الحكومة مصطفى بخور من محافظة إدلب، الذي يعمل بمثابة “مبعوث القيادة” في المحافظة، إلى حين التعيين الرسمي للمحافظ
والمرشحة الأبرز لتعيينها في منصب المحافظ هي محسنة الميحوثي، 54 عاماً، من قرية لبين في محافظة السويداء. وهي حاصلة على شهادة في الاقتصاد وإدارة الأعمال، وشغلت سابقاً منصب مديرة بنك محلي وفي عدد من المناصب العامة في مجال الاقتصاد في المحافظة. بالإضافة إلى ذلك، فهي ناشطة اجتماعية بارزة. والميحوثي، وهي من أصل درزي، هي أول امرأة في سوريا يتم ترشيحها لمنصب محافظ محافظة، وقد نال ترشيحها دعم الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا الشيخ حكمت الهجري. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت قد تم تعيينها رسمياً في المنصب في هذه المرحلة.
محافظات دير الزور والحسكة والرقة :
في السابع من يناير، وبعد أقل من شهر على توليه منصبه، استقال محافظ المحافظات الثلاث حسين السلامة من منصبه، بسبب عدم رغبته في تولي المنصب وبسبب العدد الكبير من العشائر في المنطقة وتفضيله للمنصب العسكري على المدني، وتم استبداله مؤقتًا بنائبه غسان السيد.