إبراهيم الهدهد: الشذوذ والتحول الجنسي تهدم الفطرة الإنسانية ولا علاقة لها بالحرية

كتب- سيد علي

في حديث مطول لقناة “الناس”، تحدث الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، عن ما وصفه بالتحريفات التي يشهدها العالم في الوقت الحالي، والتي تهدد الفطرة الإنسانية.

اقرأ أيضا.. جامعة الأزهر توضح حقيقة توجيه الدراسة باللغة العربية في عدة قطاعات

أكد الهدهد أن هذه التحولات التي تتبنى الشذوذ والتحول الجنسي، ليست سوى هدم لأسس الفطرة التي خلق الله الإنسان عليها.

وأوضح الهدهد في حديثه أن الله قد خلق الإنسان من ذكر وأنثى بهدف التناسل، مشيرًا إلى أن الفطرة البشرية تقتضي أن يكون هناك تمايز واضح بين الجنسين، حيث يميل الرجل نحو المرأة والعكس.

ومع ذلك، قال إن ما يحدث اليوم من زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة يمثل خرقًا فاضحًا لهذه الفطرة، واصفًا ذلك بانتكاسة أخلاقية ومخالفة لما حذر منه القرآن الكريم، حيث استشهد بالآية الكريمة: “أتأتون الذكران من العالمين” التي وردت في قصة سيدنا لوط عليه السلام.

وأشار الهدهد إلى أن الدعوات التي تُروج تحت مسمى “حرية الإنسان” في المجتمعات الغربية ليست سوى محاولات للتلاعب بالمعايير الطبيعية التي وضعها الله للكون.

واعتبر أن مفاهيم مثل “الإنسان الجندر”، والتي تتيح للأفراد تغيير جنسهم بحرية، ما هي إلا دعوة للفوضى المجتمعية التي تعود إلى ما كان عليه الحال في زمن سيدنا لوط، وأضاف أن هذه المفاهيم ليست حريات كما يُزعم، بل هي دعوات تهدف إلى تحطيم النظام الكوني الذي أوجده الله.

وتابع الهدهد قائلًا إن المجتمعات الغربية تروج لمفهوم “الحرية الفردية” ليشمل حق الشخص في تغيير جنسه، بل ويصل الأمر إلى أن يصبح المجتمع ملزمًا بتقبل هذه الممارسات، في حين أن أي معارضة أو رفض لهذه الظاهرة يُعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.

ووصف الهدهد هذه الممارسات بأنها تشكل خطرًا بالغًا على العقل البشري والفطرة السليمة، مؤكدًا أن الفطرة الإنسانية لا يمكن تغييرها مهما بلغت محاولات التشويه.

وأكد أن هذه الدعوات لا تضر فقط بالأفراد الذين يقتنعون بها، بل تهدد النسيج الاجتماعي بأسره، وذكر أن التحولات الجنسية التي يروج لها البعض اليوم قد تؤدي إلى ضغط كبير على الأطفال، حيث يُطلب منهم تقبل هذه الأفكار منذ سن مبكرة، مما يعطل التناسل الطبيعي ويهدد استمرارية الحياة البشرية.

وفي خطوة غير مسبوقة، أصبح البعض يروج لفكرة أن الإنسان يمكن أن يكون له أكثر من نوع جنسي، ليصل التصنيف إلى سبعة أنواع، بدلاً من التصنيف التقليدي القائم على ذكر وأنثى فقط.

وفيما يخص التأثيرات المستقبلية لهذه الممارسات على المجتمع، حذر الهدهد من أن مثل هذه الدعوات تهدد استمرار النسل البشري بشكل عام. وقال إن هذه الدعوات يمكن أن تؤدي إلى انهيار النظام الكوني الذي خلقه الله، موضحًا أن النظام البيولوجي للبشر وكل الكائنات الحية يعتمد على التمايز بين الجنسين، وهو ما يضمن استمرارية الحياة.

وأعاد الهدهد التذكير بما حذر منه القرآن الكريم في قصة سيدنا لوط عليه السلام، حين قال: “أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون”، معتبرًا أن من يدعو لهذا النوع من الفساد يعاند الطبيعة البشرية ويخالف ما خلقه الله للكون.

وأكد أن الفطرة الإنسانية ترفض هذه الممارسات التي تروج لها بعض التيارات، مشددًا على أن الإنسان لا يمكنه تجاوز الحدود التي وضعها الله لفطرته.

وفي الختام، دعا الهدهد إلى العودة إلى الفطرة السليمة واحترام النظام الذي وضعه الله للبشرية، مشيرًا إلى أن استمرار هذه الدعوات قد يؤدي إلى تدمير ما تبقى من القيم الإنسانية والأخلاقية التي تحفظ كرامة الإنسان والمجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى