الدكتور يسري جبر: رحلة الإسراء والمعراج يقظة سبقتها رؤى تمهيدية للنبي الكريم

كتب- سيد كمال

ناقش الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، خلال ظهوره في برنامج “اعرف نبيك” المذاع على قناة “الناس”، تفاصيل رحلة الإسراء والمعراج للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، مشددًا على أنها حدثت يقظة بجسده وروحه.

اقرأ أيضا.. الأزهر للفتوى يوضح حكم الحلف الكاذب بالله وشروط التوبة

وأوضح أن هذه الرحلة العظيمة سبقتها رؤى منامية متعددة، كانت تمهيدًا نفسيًا وروحيًا للنبي لتحمله هذا الحدث الفريد الذي شكّل نقطة تحول كبرى في تاريخ الرسالة الإسلامية.

وأشار الدكتور جبر إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم، قبل وقوع الحدث يقظة، كان يرى تفاصيل الإسراء والمعراج في المنام كتهيئة من الله عز وجل.

واستشهد بآيات من القرآن الكريم لتوضيح هذا التمهيد، مؤكدًا أن قوله تعالى: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى” يشير إلى أن الرحلة حدثت بالروح والجسد معًا، وهو ما يدل على يقظة النبي خلال الحدث، وأضاف أن استخدام لفظ “عبده” في الآية يؤكد اكتمال المعجزة بكل أبعادها المادية والروحية.

وأوضح أن الرؤى التي سبقت الإسراء والمعراج جاءت رحمة من الله بالنبي الكريم، حيث أعدّه تدريجيًا لاستيعاب عظمة الرحلة.

ولفت إلى أن بعض الروايات التي أشارت إلى أن الإسراء والمعراج كانا منامًا قد تكون صحيحة ولكنها تتعلق بالرؤى التمهيدية التي وقعت قبل الحدث الفعلي، واستدل على ذلك بقوله تعالى: “وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس”، موضحًا أن “الرؤيا” هنا تعني رؤية يقظة وليس منامًا، لأن الرؤية المنامية وحدها لا يمكن أن تكون سببًا في الجدل الكبير الذي أثير بين الناس حول تصديق هذا الحدث.

في حديثه، أشار الدكتور جبر إلى أن الإسراء والمعراج مثلتا اختبارًا إيمانيًا لكثير من الناس في ذلك الوقت، وأوضح أن البعض انقسموا بين مصدقين ومكذبين، وهو ما يبرز الأثر الكبير لهذا الحدث في ترسيخ الإيمان لدى المؤمنين، وأكد أن القرآن الكريم تحدث عن الإسراء والمعراج بفصاحة ووضوح يجعل من هذه المعجزة حدثًا لا يقبل الشك لدى المؤمنين.

كما ركز جبر على الجانب الروحي من الرحلة، مبينًا أن الله عز وجل اختار لنبيه الكريم هذه التجربة ليشهد آياته الكبرى في السماوات العلا، وأوضح أن هذه الرحلة لم تكن مجرد انتقال فيزيائي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، بل كانت انتقالًا إلى عوالم روحية ومعرفية أعمق، حيث تجلت فيها مظاهر قدرة الله.

واختتم حديثه بتسليط الضوء على أهمية الإسراء والمعراج في حياة المسلمين، مشيرًا إلى أنها ليست مجرد قصة دينية، بل تجربة إيمانية تعكس عظمة الرسالة المحمدية، ودعا الجميع إلى التأمل في دروس هذه الرحلة، التي تؤكد أن الإيمان واليقين بالله هما مفتاح تجاوز أصعب التحديات.

برنامج “اعرف نبيك” يهدف إلى تسليط الضوء على حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأهم محطات سيرته العطرة، ويُعد من البرامج التي تقدم محتوى دينيًا يسعى لتعميق فهم المشاهدين للإسلام وقيمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى