تصاعد الجدل بين دونالد ترامب والقسيسة ماريان بودي بسبب المثليين والمتحولين جنسياً

وكالات

شهدت الولايات المتحدة حالة من الجدل السياسي والديني بعد تصريحات القسيسة ماريان إدجار بودي خلال عظة ألقتها في الكاتدرائية الوطنية بواشنطن بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس.

اقرأ أيضا.. بوتين: فوز ترامب في انتخابات 2020 كان سيمنع حرب أوكرانيا

ودعت بودي الرئيس إلى إبداء الرحمة تجاه المهاجرين، المثليين، والمتحولين جنسياً، مما أثار ردود فعل غاضبة من الجمهوريين وترامب نفسه.

في عظتها، وجهت بودي نداءً مباشراً إلى ترامب قائلة: “باسم إلهنا، أطلب منك أن ترحم الناس في بلدنا الذين يشعرون بالخوف الآن”، مشيرة إلى الأطفال المثليين والمتحولين جنسياً في الأسر المختلفة، ومؤكدة أن معظم المهاجرين ليسوا مجرمين، بل يساهمون في المجتمع كدافعي ضرائب وجيران صالحين.

هجوم الجمهوريين وتصعيد الجدل

تصريحات بودي قوبلت بهجوم واسع من شخصيات جمهورية بارزة، ووصف السناتور بيرني مورينو، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه المتحولين جنسياً، القسيسة ساخراً بـ”الأسقف المستيقظ”، معتبراً دعوتها للرحمة إهانة لمن دخلوا الولايات المتحدة بطريقة قانونية.

مايك كولينز، عضو الكونغرس عن ولاية جورجيا، ذهب إلى حد المطالبة بإضافة بودي إلى “قائمة الترحيل”، مستهدفاً جذورها المولودة في نيوجيرسي.

شخصيات إعلامية محافظة لم تتردد في الانضمام إلى الهجوم، مذيع قناة فوكس نيوز، شون هانيتي، وصف بودي بأنها “أسقفة مزيفة” حولت الخدمة الدينية إلى منصة لتمرير أجندتها السياسية، في حين أطلق الكاتب المحافظ مات والش تصريحات ساخرة حول مظهر بودي ووصفها بأنها “فاقدة للمصداقية”.

ولم يلتزم ترامب الصمت، بل رد بقوة عبر منشور على منصته “تروث سوشيال”، واصفاً بودي بأنها “يسارية متطرفة وكارهة لترامب”، منتقداً عظتها باعتبارها مملة وغير ملهمة، كما طالبها بالاعتذار، مشيراً إلى أنها أدخلت السياسة بشكل غير لائق إلى الكنيسة.

ترامب، الذي بدأ ولايته الثانية بمجموعة من القرارات التنفيذية المثيرة للجدل، بما في ذلك قرارات تخص ترحيل المهاجرين والمتحولين جنسياً، اعتبر تصريحات بودي جزءاً من محاولة لتسييس الكنائس في الولايات المتحدة.

في حديث لمجلة “تايم”، أكدت بودي أنها لم تشعر بالخطر الشخصي رغم الهجوم عليها، ووصفت عظتها بأنها معتدلة ومحترمة، قائلة إنها كانت محاولة لدعوة الرئيس إلى استخدام سلطته ونفوذه في حماية الفئات الأكثر ضعفاً.

تصريحات بودي سلطت الضوء على الانقسامات العميقة في المجتمع الأمريكي بشأن قضايا الأقليات وحقوق الإنسان، وبينما يرى أنصارها أنها جسدت صوتاً للرحمة والإنسانية، اعتبرها خصومها محاولة لإثارة الجدل السياسي من داخل الكنيسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى