محمد الطوس.. عميد الأسرى الفلسطينيين يرى النور بعد 40 عامًا في سجون الاحتلال

وكالات

لأول مرة منذ أربعة عقود، يرى محمد أحمد عبد الحميد الطوس، المعروف بـ”عميد الأسرى الفلسطينيين”، النور خارج قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضا.. الصليب الأحمر يعلن نجاح إطلاق سراح 128 معتقلاً فلسطينياً ونقلهم لغزة والضفة

جاء الإفراج عن الطوس، البالغ من العمر 69 عامًا، اليوم السبت، ضمن اتفاق تبادل أسرى بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال، بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، شمل إطلاق سراح 200 أسير فلسطيني.

اعتقل الطوس في السادس من أكتوبر 1985 بعد مشاركته في عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، تعرض خلالها لإصابات بالغة، حُكم عليه بالسجن المؤبد وقضى نحو 40 عامًا خلف القضبان، ليصبح أحد أقدم الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

خلال سنوات اعتقاله، عانى الطوس من العزل الانفرادي والقمع المتكرر. لم تقتصر معاناته على داخل السجون فقط، بل امتدت إلى عائلته التي تحملت ألم الغياب.

عند اعتقاله، ترك خلفه زوجته آمنة وأطفاله الثلاثة: شادي، الذي كان يبلغ من العمر عامين، وفداء، التي كانت تبلغ عامًا ونصف، وثائر، الذي لم يولد بعد وكان جنينًا في بطن والدته.

زوجته، آمنة الطوس، كانت مثالًا للصمود، لم تتغيب عن أي وقفة تضامنية للأسرى الفلسطينيين، وكانت دائمًا حاملةً صورة زوجها على أمل الإفراج عنه، لكن الأمل خذلها عندما تراجعت سلطات الاحتلال عن الإفراج عنه في صفقة عام 2014، ما أدخلها في غيبوبة انتهت بوفاتها عام 2015.

اليوم، وبعد 40 عامًا من الفراق، يرى الطوس أبناءه وقد أصبحوا آباءً وأمهات، بعدما غابت زوجته عن هذا المشهد الذي انتظرته طويلًا.

الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي جاء بعد 471 يومًا من التصعيد العسكري على قطاع غزة.

الاتفاق شمل تبادل أسرى ورهائن بين الطرفين، حيث سبق أن أفرجت الفصائل الفلسطينية عن ثلاث رهائن إسرائيليات الأسبوع الماضي، وهن: رومي جونين، إميلي ديماري، ودورون شتاينبراخر.

محمد الطوس يعد من الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، وعددهم اليوم لا يتجاوز 21 أسيرًا، على مدى سنوات اعتقاله، رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه في جميع صفقات التبادل السابقة، ليظل رمزًا للصمود الفلسطيني داخل السجون الإسرائيلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى