روما تحتفل بالهدنة في غزة.. مسيرة ضخمة وناشطات توزعن الحلوي

رسالة إيطاليا من: إكرامى هاشم

شهدت العاصمة الإيطالية روما، اليوم السبت 25 يناير، مظاهرة كبرى احتفالًا بوقف إطلاق النار في غزة وإبرام الهدنة التي تم الاتفاق عليها الأسبوع الماضي. تعد هذه المظاهرة الأولى من نوعها في روما بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

 في طليعة التضامن مع فلسطين
كانت مدينة روما دائمًا إحدى المحطات الرئيسية للتظاهر دعمًا لفلسطين، خاصة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر من العام قبل الماضي والتي استمرت حوالي 470 يومًا. خلال تلك الفترة، أصبحت ساحات وميادين المدينة مسرحًا لتجمعات ومسيرات أسبوعية، نصرةً للحق الفلسطيني ورفضًا للعدوان الإسرائيلي. كما شكلت هذه الاحتجاجات تعبيرًا عن استياء شعبي من انحياز الحكومة الإيطالية للصهيونية.

وأكد المتظاهرون اليوم أن إرادة الشعوب أقوى من سياسات الحكومات، حيث جمعت المظاهرة بين الجاليات العربية وأبناء المجتمع الإيطالي، بالإضافة إلى ناشطين من مختلف الخلفيات. وكانت هتافاتهم بمثابة زلزال يهز أركان المؤسسات الداعمة للاحتلال.

مظاهرة اليوم: حضور مميز وتنوع في المشاركين
بدأت المظاهرة من ساحة فيتوري مانويلي وسط روما، بمشاركة واسعة شملت أبناء الجاليات العربية والأجنبية، إلى جانب الإيطاليين من مختلف الأعمار، وخاصة الشباب من طلبة المدارس والجامعات. وكالعادة، تصدرت النساء من الجاليات العربية المشهد، ورفع المتظاهرون لافتات تطالب باحترام الهدنة وتندد بالمجازر الإسرائيلية. كما حمل البعض صورًا لسياسيين إيطاليين بارزين، مثل رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، مع وجوه ملوّثة بالدماء كإشارة رمزية لتواطئهم مع الاحتلال.

الحلوى: مبادرة إنسانية وسط أجواء التظاهر
وسط أجواء التظاهر، قامت الناشطتان زينب محمد، رئيسة مسجد الهدى في روما، ورحاب عبد المنعم، بتوزيع الحلوى على المشاركين، بمن فيهم الصحفيون وأفراد الأمن. وصرحت زينب محمد بأن هذه المبادرة جاءت لنشر الفرحة والتأكيد على أن الشعوب العربية محبة للحياة والسلام، مشيرة إلى أن الحلوى تُعبر عن الاحتفال بالنصر، كما هي عادة المصريين في المناسبات السعيدة.

أما رحاب عبد المنعم، فأوضحت أن الهدف كان جعل هذه المظاهرة مختلفة، كونها الأولى بعد وقف الحرب، ومشاركة أهل غزة فرحتهم بعودة الهدوء إلى ديارهم.

تصريحات تعكس الأمل والتحدي
في حديث خاص، أعرب الدكتور يوسف سلمان، رئيس الجالية الفلسطينية في إيطاليا، عن امتنانه للمشاركين واصفًا إياهم بـ”جنود الكلمة”. وأشاد بالهدنة، لكنه عبر عن حزنه لما أصاب غزة من دمار. وطالب المجتمع الدولي بالإسراع في إعادة إعمار القطاع والعمل على حل شامل للقضية الفلسطينية، مشددًا على أهمية وحدة الصف العربي والإسلامي لدعم فلسطين.

من جانبه، أشار الناشط محمد حنون، رئيس جمعية إنقاذ الشعب الفلسطيني في إيطاليا، إلى أن مظاهرة اليوم تحمل رسالة صمود، مؤكدًا أن المقاومة الفلسطينية لا تعرف الاستسلام، وأن النصر للشعب الفلسطيني هو مسألة وقت.

قراءة المشهد
تعكس مظاهرة اليوم حجم تفاعل الشعوب مع القضايا العادلة، بعيدًا عن السياسات الحكومية المتواطئة. وتؤكد هذه التظاهرات أن صوت الشعوب يظل أقوى من محاولات إسكات الحقيقة، ما يعزز الأمل في مستقبل تسوده قيم العدالة والمساواة والسلام.

الفعالية بالصور:

طالع المزيد:

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى