د. عصام المغربي يكتب: دور الإعلام في نشر التوعية بالتنمية المستدامة
بيان
الاتصال الإنساني فطرة فطرها الله تعالى بنا، ضمن سلسلة علاقات متعددة وجاء الإعلام لزيادة ترابط وتواصل هذه الصلات بين الأشخاص، لتصل مباشرة من الفم إلي الاذن دون وسيط، حتى وصل هذا التطور الرهيب بسرعة فائقة في مجال الإعلام، حتى تحولت من وسائل إخبارية ناقلة للمعلومات إلي وسائل مؤثرة على ثقافات وعادات شعوب.
وأصبحت هي القوة المرئية في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والفكرية، والمسؤولة عن توجيه المجتمع، ومن إيجابيات هذه الوسائل أنها توفر لنا البث المباشر للتعرف على الاخبار العاجله للأحداث العالمية سياسية واقتصادية واجتماعية، حتى التقلبات الجوية لحظة بلحظة وقوعها، فضلاً عن تزويدنا بمعلومات عن دول وثقافات المجتمعات الأخرى، مما ينعكس إيجاباً على التواصل الثقافي والحضاري بين شعوب العالم.
كما أن الإعلام له تأثير كبير، على أنه يعمل على توجيه عقول ابنائنا إلي الإصلاح وخاصة في الوقت الحاضر، بعد انفتاح العالم على القنوات الفضائية المتخصصة، وأن هذه القنوات أصبح جزءا كبيرا منها متخصصاً.
وهناك القنوات التي تسلك المسار الديني وتعمل على توجيه الشباب إلي الطريق الصحيح، وقنوات تسلك المسار المعتدل وقنوات تسلك مسار السفه، التي توجه عقول ابنائنا إلي الانحرافات وتوجيه سلوكهم إلي كل ما هو سفه، وهذه القنوات التجارية تعمل وفق اهداف معينة، ولذلك فإن الجمهور لديه القدرة علي حسن الاختيار.
إن عصر الانفتاح الإعلامي الهائل الذي نعيشه، به كمية من القنوات المذهلة والصحف والمجلات، تساعد المتلقي على اختيار ما يناسبه، وللإعلام دور رئيسي في بناء فكر وثقافة المجتمع، وبناء وعيه ورفع مستوى الوعي البيئي بين كافة شرائح المجتمع، عن أهمية المحافظة على البيئة وترشيد استخدام الموارد الطبيعية، ومنع الحد من تدهورها أو تلوثها وتحفيز وتنسيق جهود الجهات والمؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص والجمعيات والافراد، في تنفيذ برامج وحملات في ترسيخ الشعور بالمسؤولية الفردية، وذلك للمحافظة ولبناء وعي بيئي لدى أجيال المستقبل، وترسيخ مبادئ استدامة الموارد.
وتسعي الكثير من الجهات الإعلامية إلي تنفيذ مبادرات يستفيد منها الأطفال، ضمن مسؤوليتها الاجتماعية، ولكن يبقى دور الإعلام اللبنة الأساسية في غرس القيم الأخلاقية في نفوس الأبناء، لاكتساب أفراد المجتمع تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه بيئتهم، في ترسيخ الوعي ليكونوا قادرين علي التعامل مع محيطهم بشكل سليم، حيث أن الإعلام هو الأكثر تأثيراً في البيئة، ليعمل أفراد المجتمع على حماية البيئة وصيانتها.
وتعتبر مرحلة الطفولة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان، في مرحلة نمو القدرات وصقل مواهبهم والتخطيط للمستقبل، فيما يتعلمه الطفل في مراحل عمره المبكرة، يبقى راسخا في ذاكرته بدرجة أكبر مما يتعلمه، لذا لابد بتنمية الوعي لديه من الصغر ليكون قادراً على حماية البيئة.
كاتب المقال/
دكتور عصام المغربي. أستاذ علم النفس السلوكي والاجتماعي جامعة عين شمس، خبير التنمية البشرية.